============================================================
المعتز. كما أنه صاحب النادرة الشهيرة عن الإسراف في استخدام الاشتقاق .
ويروي ياقوت، نقلا عن حمزة الأصفهاني، أنه أطلقها بحق الزجاج وإكثاره من استخدام الاشتقاق في غير موضعه. "قال حمزة: وشهدت ابن العلاف الشاعر وعنده من يحكي عن كتاب الزجاج أشياء من شنيع الاشتقاق الذي فيه، ثم قال إني حضرته وقد سئل عن اشتقاق القصعة، قال: لأنها تقصع الجوع، أي تكسره. قال ابن العلاف: يلزمه أن يقول: الخضض مشتق من الخضيض، والعصفر مشتق من العصفور، والدب مشتق من الدب، والعذب من الشراب مشتق من العذاب، لا والخريف من الخروف، والعقل مشتق من العاقول، والحلم مشتق من الحلمة، والإقليم من القلم، والخنفساء من الفساء، والخنثى من الأنثى، والمخنث من المؤنث. ضرط إبليس على ذا من أدب"(1). وبالطبع يشترك أبو حاتم الرازي مع الزجاج في مثل هذه الاشتقاقات.
لقد استشهد أبو حاتم بآراء "أبي بكر القارئ" في ثلاثة مواضع. وفي واحد من هذه المواضع، وهو الذي يرد في مادة "السحر" عن كون "المسخر" تعني المعلل" أو "المخدوع"، يتطابق هذا الرأي مع رأي أبي بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري (271- 328) ، مؤلف كتاب "الزاهر في معاني كلمات الناس"، ومن م طابقة الشواهد التي ينفرد بها كتابا "الزينة" و"الزاهر" يتضح أن مؤلفيهما استفادا من بعضهما، وأن كلا منهما اطلع على عمل الآخر. ومن المرجح أن ابن الأنباري لم يدرس على المبرد، لأنه كان صغيرا نسبيا حين توفي الأخير، لكنه درس على ثعلب(2). ويقال إنه كان شابا موهوبا بحيث إنه استقل في حلقة دراسية، وهو ما يزال في العشرينيات من العمر. ومن المحتمل أن لقاءهما جرى في أجواء حلقة ثعلب. وكذلك مع أبي بكر الأصفهاني، مؤلف كتاب "الزهرة" ، الذي كان صديقا ملازما لثعلب، يكثر الجلوس معه. وهكذا لا نستطيع الجزم بشخصية "أبي بكر" الحقيقية إلا تخمينا . ويصح الشيء نفسه على "أبي جعفر" ، الذي نرجح ترجيحا أنه النحاس، اللغوي المصرية، مؤلف "إعراب القرآن" (1) ياقوت الحموي: معجم الأدباء 92/1.
(2) ابن الأنباري : نزهة الألباء في طبقات الأدباء ص 197 .
صفحة ١٥