============================================================
و يروى عن كعب أنه قال: أول ما أنزل الله من التوراة "بسم الله الرحمن الرحيم، قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم". ثم ذكر الآيات.
و يروى عن سعيد بن المسيب أن كتاب التبي صلى الله عليه وآله لما أتىا قيصر، فقرأه، فقال: هذا كتاب لم أره بعد سليمان بن داود: "بسم الله الرحمن الرحيم". فإن صح ما قال كعب أنها أول ما أنزل الله عز وجل من التوراة، فإنها لم تكن على ما في القرآن، ولا كانت بهذه اللغة، ولا دونت هذا التدوين.
والدليل عليه قول قيصر إن هذا الكتاب لم أره بعد سليمان(1). و[هو] من أوكدا (2)224 الحجج أن الأمم لم يستعملوها على ما جرت به السنة(2) الآن.
والله عز وجل عظم شأن هذه الآية، فجعلها فاتحة كتابه وفاتحة كل سورة، و سن النبي صلى الله عليه وآله أن جعلها فاتحة كتبه إلى الأمم والقبائل والملوك.
فجرت السنة بذلك منه صلى الله عليه في أمته، واقتدث(3) به سائر الأمم اضطرارا، وجبلهم الله على ذلك(4) لعظم شأنها، وثبوت برهانها. فأولها اسم م ضاف إلى الله عز وجل أن يضاف إليه شيء إلا اسمه، عز اسمه وتعالى ذكره.
فقال "بسم الله" ، فبدأ بالاسم، ثم بالله، ولم يقل "بالله" . فهذا دليل على ما قلنا ان تحت ذلك معاني لطيفة وأمرا عظيما. ثم نعت "بسم الله" بصفتين: "الرحمن الرحيم"، ولم يزذ عليهما، ولم ينقص منهما . وجعل بنية هذه الآية على ل"بسم"، (1) تاريخيا، كانت الشعوب الموحدة تعرف بالطبع الاستعانة باسم الله، وقد عاشت في بيئات كانت تؤمن بقوة الاسم، ولا سيما أسماء الآلهة المتعددة، فكانت تحصر فاعلية مبدأ الاسم بالله الواحد. أما من ناحية الوثائق التاريخية المؤكدة ، فهناك ما يدل على انتشار صيغة قريبة من لابسم الله الرحمن الرحيم" . إذ ترد في مخطوطات البحر الميت، التي عثر عليها في كهوف قمران ويعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، عبارات مشابهة، مثل "بسم الله العظيم والمقدس" . انظر تمثيلا الشذرات الباقية من كتاب ل"سفر الجبابرة" في هذه المخطوطات: 6906646620118, 42d6ar 2242518A0d, 1400842 186/ 1عdd 4d625, 0. 250 وانظر في ترجمة هذه الشذرات : سعيد الغانمي : حراية المفاهيم ص 195 .
(2) هكذا في الأصول، ومن المحتمل أن الكلمة : الألسنة الآن . (3) في م : واقتدي.
(4) على ذلك : لم ترد في هر.
صفحة ١٦٣