============================================================
ورأينا العلماء باللغة العربية قد كفوا الناس مؤونة هذا الشأن، وأحكموه احكاما بينا لما دونوه من أشعار الشعراء، وألفوه من المصنفات، ووصفوه من الصفات في كل ما قدروا عليه مما يحتاج الناس إلى استدراكه، حتى لعله لم تفتهم كلمة غريبة، ولا حرف نادر إلا وقد ربطوه بأوثق رباط، وعقلوه بأحكم عقال، و ورسموا في ذلك رسوما، وعولوا في ذلك كله على الشعر والاحتجاج به . وهذا ال لغة العرب خصوصا، ليس هو لسائر لغات الأمم. وذلك كله لشدة حاجة الناس الى معرفة لغة العرب، ليصلوا بها إلى ما ذكرنا من معاني القرآن، والألفاظ الغريبة فيه، وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه والصحابة والتابعين والأئمة الماضين وما يجيء في الشريعة من الأسامي في أصول الفرائض والسنن، مما الجهل به قص ظاهر على المرء المسلم، وشين فاضح على كل ذي دين ومروءةا وإنا لما أردنا أن نشرح من هذه المعاني، ونذكر اشتقاقاتها، ونعبر عن معانيها، قدمنا القول في فضل لغة العرب على سائر لغات الأمم، وذكرنا ما لها من الأسباب الفاضلة، والمآثر الظاهرة، وما يلزم جميع الأمم من الاعتراف لها ، من الدواوين في الشعر والنحو والعروض، والمصنفات في الغريب والصفات، إشفاقا منهم عليها، وصيانة لها، وحفظأ لأصولها. وانفتح لهم من ذلك ما لما ي نفتح لسائر الأمم، ولا كان لهم فيه مثل هذه الرسوم. ثم قصدنا شرح معان كثيرة غريبة، تجيء في الشريعة، ولا يستغني عن معرفتها العالم الأديب، ولا الدين البيب، ويجب تعلمها(1) على كل ذي شرفي حسيب، وعلى كل مسلم أريب، و في معرفتها له الفضل والزين، وفي الجهل بها عليه النقص والشين.
(أسماء الله الحسنى ونبدأ بذكر أسماء الله عز وجل وصفاته، وتفسير ما قالت العلماء في معانيها وعباراتها، ليعرفها من يدعوه بها، تبارك اسمه، ويمجده(2) ويثني عليه، كقوله: يا الله، يا رحمن، يا رحيم، يا رب، يا واحد، يا صمد، وغير ذلك من أسمائه (1) هكذا في المطبوع، وفي م وأخواتها : ويجب تعلمه .
(2) في ه: وتمجده.
صفحة ١٤٣