============================================================
منذ أكثر من مائة سنة: وقد علمت أن قد زاد الناس فيها](1)، ولا أدري أين منتهاها . وسألني الأصمعي عنها فقلت : هي صحيحة، فقال : أتدري أين منتهاها؟
قلت: لا(2).
قال: وأجمع الناس [على](3) أن الزبير بن عبد المطلب شاعر. والحاصل من شعره قليل. والذي يروى عنه مما صح قوله: [الوافر] ولولا الحبش(4) لم يلبس رجال ثياب أعزة حتى يموتوا(5) قال: يرويه قوم: ولولا الحمس(). وهو خطأ، إنما هو: الحبش، حين جاءوا يريدون هدم البيت، فرماهم الله، فأخذوا متاعهم وثيابهم.
قال: والزبير يقول: [المتقارب] إذا كنت في حاجة مرسلا فأرسل حكيما ولا توصه وإن باب أمر عليك التوى فشاور لبيبا ولا تعصه(7) فهؤلاء الصحابة والأشراف يقولون الشعر، ويمدحون النبي صلى الله عليه.
وقد روي لكثير من التابعين المفضلين والخلفاء والأمراء والنبلاء شعر قالوه. وقدا (1) زيادة من طبقات ابن سلام.
(2) طبقات ابن سلام ص 60.
(3) زيادة من طبقات ابن سلام.
(4) في م وأخواتها : ولولا الجيش.
(5) طبقات ابن سلام ص 61، العمدة 66/1.
(6) الحمس : فريش، ينظر: المنمق لابن حبيب ص 127، وسيرة ابن هشام 196/1.
والتحمس : التشدد في الدين.
(7) طبقات ابن سلام ص 61 ، والبيت الأول بلا نسبة في الأغاني 241/17، والتذكرة الحمدونية /37، ونسب في قطعة طويلة للزيير بن عبد المطلب في التذكرة السعدية ص 234 ، وبهجة المجالس 279/1، ولصالح بن عبد القدوس في ديوانه ص 149، ولعبد الله بن معاوية في حماسة البحتري ص 275، وله أو لصالح بن عبد القدوس في الحماسة البصرية ص 913 .
و لا بد أن قائل هذين البيتين كان مطلعا على قصة أحيقار، في أصلها السرياني أو في ترجمة عربية لها، لأن الأول منهما ترجمة حرفية لحكمة من حكم أحيقار : "يا بني، أرسل رسولا حكيما ولا توصه، وإن كنت ترسل جاهلا فالأفضل أن تذهب بنفسك" . أنظر : أنيس فريحة: أحيقار، ص 76، وفؤاد كامل : تاريخ الأدب السرياني، ص 54 .
صفحة ١٣١