============================================================
هتدمة الكناب حياة أبي حاتم الرازي وأعماله حين تنعدم الوثائق، وتتضارب النصوص، فإن ترميم صورة دقيقة عن حياة شخصية من الشخصيات يغدو أمرا شاقا، لا سيما حين تكون هذه الشخصية اباطنية"، عاشت جزءا من حياتها في غلاف من السرية والكتمان. وهكذا هي الحال مع ترجمة أبي حاتم الرازي . فلا تكاد توجد واقعة واحدة لا يحيط بها الاختلاف، بدءا من لقبه، وانتهاء بمذهبه. من هنا يجد الباحث نفسه في متاهة من الأخبار المتناقضة، التي لا يمكن حلها إلا بصعوبة، وبكثير من الاحتراس ، الذي يقرب من حدود الاستنتاج غير الأكيد. مع ذلك، فلا بد من وجود نص ما يمكن أن يكون بمثابة دليل هاي في استكشاف سيرة أبي حاتم . ولحسن الحظ، يوجد هذا الليل في الترجمة الوحيدة المتوفرة له في كتاب غير إسماعيلي، ألا وهي الترجمة التي نقلها الحافظ ابن حجر في كتابه "لسان الميزان"، وهي ترجمة نقلها من كتاب آخر هو "تاريخ الري" . ومع ما في هذه الترجمة من أخطاء في التحقيق، فلتكن هي الدليل الهادي لنا في كتابة سيرة حياته : "أحمد بن حمدان بن أحمد الورسناني (1)، أبو حاتم الكشي. ذكره أبوا (1) في الأصل : الورساهي. واسمه في غلاف نسخة (ل) من مخطوطة الزينة، وهي من أقدم مخطوطات الكتاب: أحمد بن محمد بن حمدان. وتكتفي النسخ الأخرى بتسميته أحمد بن حمدان. وسماه إيفانوف عبد الرحمن بن حمدان الورسناني الرازي في كتابه عقيدة الفاطميينا ص 4.
صفحة ٨