============================================================
معدودة. وجعل كذلك سائر أصول الدين وفروعه، وجعل الثواب والعقاب بالحساب، فقال عز وجل (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها) [الأنعام: 160]. وجعل الحساب(1) عدلا بينه وبين خلقه، وهوا يجازيهم بالحساب. وجعل معاش الخلائق في دار الدنيا وقوامهم(2) فيها بالحساب. فبالحساب قامت الدنيا والآخرة، وهو أجل الأشياء قدرا، وأرفع العلوم وأشرفها، والأمم كلها متفقة على أصوله أنه آحاد وعشرات ومثون وألوف وإن كانت الأسامي عندهم في اللغات بلغات مختلفة.ا (العربية وحساب الجعل ووجدنا هذه الأصول عندهم هي بنية الحساب، وعليها يدور. وهذه الأصول مبنية على الحروف الثمانية والعشرين. فسموا الألف "واحدا"، والباء "اثنين" والجيم "ثلاثة"، والدال "أربعة"، فعلى هذا، حتى استوفوا الآحاد إلى تسعة فقالوا "ط" "تسعة"، ثم ابتدأوا بالعشرات، فقالوا "ي" عشرة، "ك" عشرون، حتى استوفوا العشرات إلى تسعين، فقالوا "ص" تسعون. ثم ابتدأوا بالمئين، فقالوا ق" مائة، "ر" مائتان (3)، حتى استوفوا المئين إلى تسعمائة. ثم قالوا في الألف(4) الذي هو غاية الحساب، ومنتهى الأعداد "غ" ألف. ثم لا اسم بعده إلا تكرار،ا فكان في استيفاء الحروف استيفاء الحساب كله(5) . وصارت الحروف الثمانية والعشرون التي بنيت عليها لغة العرب وفاء لأصول الحساب كلها، لم يفضل (1) في م : وجعل الحسنة.
(2) في م : وقوامها.
(3) هكذا في الأصول، وفي المطبوع: متين.
(4) في ه: في ألف.
(5) ما يتحدث عنه المؤلف هنا هو ما يسميه الباحثون بحساب الجمل. ويفترض حساب الجمل وجود نظام كتابي يتكون من ثمانية وعشرين حرفا، تسعة حروف تمثل رتبة الآحاد، وتسعة احروف أخرى تمثل رتبة العشرات، وتسعة حروف أخرى تمثل رتبة المثات، وحرفا واحدا يمثل العدد ألف . ويمكن التمثيل على العلاقة الرياضية بين الأرقام والحروف في حساب الجمل بالشكل الآتي:
صفحة ١٠٢