============================================================
والكتابات وجدت فيها من الزيادة والنقصان مثل هذه أو قريبا منه. فقد ناظرت عليه قوما عرفوا العبرانية والسريانية، فوجدت الأمر قريبا مما ذكرنا. وتركنا ال الاستقصاء اقتصارا على ما قد شرحناه من اللغة الفارسية، لأنا لم نحكم الأمر في تلك كإحكامنا في هذه اللغة.
(القوهم والخلق بالحروف] وروينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: كان أول ما توهم اله عز وجل شيئا متوهما، وأراد مرادا، وشاء مشيئا، فكان توهمه ومشيئته وإرادته ال الحروف التي جعلها أصلا لكل شيء، ودليلا على كل مدرك، وفاصلا لكل مشكل. فمن تلك الحروف يعرف كل شيء من اسم حق أو اسم باطل، أو فعل أوا فاعلى أو مفعول أو معنى أو غير معنى. وعليها اجتمعت الأمور كلها. ولم يجعل لحروف عند توهمه لها شيئا غير أنفسها بتناه ولا وجود، لأنها متوهمة بالتوهم.
والتوهم في هذا الموضع أول فعل الله عز وجل، الذي هو نور السموات والأرض. والحروف هي مفعولة لذلك الفعل، وهي الحروف التي عليها بني الكلام كله، والعبارات واللغات كلها من الله عز وجل ومن خلقه، وهي ثلاثة وثلاثون حرفا، منها ثمانية وعشرون حرفا تدل على لغات العربية، واثنان وعشرون حرفا دل على السريانية والعبرانية، التي هي أ ب ج د، ومنها خمسة أحرف منحرفة في سائر اللغات من العجم في أقاليم الأرض كلها، وهي خمسة أحرف انحرفث عن الثمانية والعشرين في اللغات. فصارت الحروف كلها، لاختلاف اللغات عليها، ثلاثة وثلاثين حرفا . فالخمسة المنحرفة تدرك بها كل لغة، وإنما لم نذكرها لأنها علم العلماء، والله عز وجل خصهم بمعرفتها، (وربك يفعل ما يشاء).
فالخلق الأول: التوهم، لا وزن له، ولا لون، ولا حركة. ولا يسمع ولا يحس.
والخلق الثاني: الحروف، لا وزن(1) لها ولا لون، وهي مسموعة بالآذان موصوفة بالألسن، غير منظور إليها.
(1) من (ولا حركة) سقط من ه. والنقص في س قرابة الورقة الكاملة .ا
صفحة ٩٨