كانت الشاحنة قد توقفت في إحدى إشارات المرور، فألقى تشارلي نظرة فاحصة على زيتون وقال: «ثم أنت! لديك العذر القهري، فكل ما لديك دراجة وإطار إحدى العجلتين انفجر، ولكنك تحمل دراجتك على ظهرك. لم أعرف من قبلك قط شخصا يفعل شيئا كهذا!»
وبعد ذلك اليوم، تحركت الأمور بسرعة إلى الأمام وإلى الأعلى بالنسبة إلى زيتون، ولم يمض عام واحد حتى كان زيتون قد ادخر ما يكفي من المال لشراء شاحنته الخاصة، وبعد عامين اثنين، كان قد بدأ يعمل لحساب نفسه، ويعمل لديه اثنا عشر رجلا.
وعند الظهيرة اتجه زيتون إلى المركز الإسلامي في منطقة سانت كلود، وكان مسجدا متواضع المنظر ومكانا لاجتماع الناس في وسط البلد. وعلى الرغم من أن أشقاءه كانوا يتفاوتون في أداء صلواتهم، فإن زيتون كان شديد المحافظة عليها، ولم تكن تفوته أي صلاة كل يوم، والقرآن يأمر المسلمين بأداء خمس صلوات في اليوم؛ الأولى ما بين الفجر وطلوع الشمس، والثانية في الظهيرة، ثم في العصر والمغرب والعشاء أي بعد المغرب بساعة ونصف الساعة، فإذا وجد نفسه بالقرب من منزله ساعة صلاة العصر، توقف وأداها فيه، وفيما عدا ذلك كان يقيم الصلاة في أي مكان يكون فيه، مهما يكن العمل الذي يؤديه. وقد أدى صلواته في كل مكان بالمدينة، في مواقع العمل، وفي الحدائق، وفي منازل الأصدقاء، أما في يوم الجمعة فكان دائما يرتاد هذا المسجد، ليقابل أصدقاءه لأداء صلاة الجمعة، التي تعتبر شعيرة التلاقي بين كل الرجال المسلمين في المجتمع المحلي.
وبعد أن دخل المسجد وبدأ بالوضوء، وهو الاغتسال المنصوص عليه في الشعائر، والمطلوب من جميع المصلين، ثم بدأ صلاته فقرأ الفاتحة.
وبعد ذلك اتصل تليفونيا بكاثي.
قالت: «سرعان ما تصبح من الدرجة الثالثة!»
كانت كاثي في المنزل، تتأكد من حالة الجو على الإنترنت.
وسألها: «هل تتجه إلينا؟» - «هذا ما يقولونه.» - «متى؟» - «لست متأكدة. ربما يوم الإثنين.»
وتجاهل زيتون الأمر؛ فيوم الإثنين كان يعني بالنسبة إليه أنها لن تصل أبدا، كان يذكر أن ذلك حدث من قبل عدة مرات. كانت العواصف دائما تهب عبر فلوريدا مدمدمة مدمرة، ثم تخبو حدتها في مكان ما فوق الأرض أو فوق الخليج.
وعاد تليفون كاثي للرنين بالمكالمة التي كانت «محجوزة» فودعت زيتون، وبدأت الرد عليها. كان المتحدث روب ستانسلو، وهو عميل وصديق قديم.
صفحة غير معروفة