183

كانت كاثي بالغة التوتر، لم يكن قد مضى على مكالمة رجل التبشير غير ساعات معدودة، وها هو ذا التليفون يرن من جديد. وأما يوكو التي ظلت تتلقى المكالمات أياما متوالية فلم تعد تعرف ما ينبغي أن تفعل، والتقطت كاثي التليفون.

كان الصوت صوت رجل يقول إنه ينتمي إلى وزارة الأمن الداخلي. وأكد لكاثي أن «زيتون» في سجن إلين هنت. - «إنه بخير يا سيدتي. لم يعد يهمنا أمره!» - «لم يعد يهمكم أمره؟ أذلك حسن أم سيئ؟» - «حسن يا سيدتي.» - «إذن بأي تهمة دخل السجن؟» - «لدينا تهمة «السلب والنهب» على بيان القبض عليه. ولكن هذه التهم سوف تسقط.»

كانت المكالمة قصيرة ويغلب عليها الطابع العملي. وعندما أقفلت كاثي التليفون، أخذت تحمد الله وتشكره على رحمته، وجعلت يوكو تصرخ وتتواثب مع كاثي في أرجاء المنزل.

وقالت يوكو: «كنت أعرف أنه حي، كنت واثقة.»

وظلتا ترددان: «ربنا كريم! ربنا كريم!»

واتصلتا بزوج يوكو، واعتزمتا إخراج الأطفال مبكرا من المدرسة. كان لا بد أن يحتفل الجميع، ولا بد من تحديد الخطوات التالية. كانت أمامهما مهام كثيرة.

كان على كاثي أولا أن تذهب. كانت تعرف أن عليها أن تذهب إلى السجن في ذلك اليوم نفسه، لم تكن تعرف موقعه إلى الآن ولكن عليها أن تذهب. أين كان ذلك السجن؟ وبحثت عنه في الإنترنت، حتى وجدته. سانت جابريل، على مسيرة أقل من ساعة من باتون روج.

واتصلت بسجن هنت وظلت تتنقل ما بين الخطوط الأتوماتيكية حتى جاءها صوت بشري. أحست بأنها لا تكاد تقوى على الكلام. كانت تريد أن تطير في التليفون حتى تكون إلى جانبه. «أحاول الاتصال بزوجي. إنه لديكم.»

وسألتها المرأة: «ما اسم السجين؟»

واضطرت كاثي إلى التقاط أنفاسها، فلم تكن تسيغ الإشارة إلى زوجها بلفظ السجين، وإذا ذكرت اسمه فإنها سوف توسع نطاق هذه الأكذوبة، تلك التي يرددها كل من تسبب في حبسه إلى هذه اللحظة.

صفحة غير معروفة