وظلت متماسكة ثواني معدودة ثم انفجرت المشاعر في أعماقها. واستأذنت في الانصراف، وهرعت إلى غرفة الضيوف. لم تكن تريد أن تراها بناتها في تلك الحالة.
ودخلت يوكو عليها وجلست معها على السرير، قالت لها: «لم يمر سوى يوم واحد. يوم واحد في حياة رجل يعيش في مدينة بلا مرافق، ولسوف يتصل غدا.» وتماسكت كاثي وقامت للصلاة جماعة مع يوكو، وقالت في نفسها إن يوكو على حق، لم يكن غير يوم واحد، وسوف يتصل طبعا غدا.
الخميس 8 من سبتمبر
واستيقظت كاثي وهي تتوقع شيئا أفضل، ربما لم يكن زوجها يدرك أنه نسي أن يتصل بها. ومن المحتمل أنه يقوم بإنقاذ عدد آخر من الناس والحيوانات والمنازل، وفي غمرة انهماكه انشغل عنها، وعلى أي حال، كانت كاثي تعتزم أن تتظاهر برباطة الجأش أمام الأطفال، فقامت بإعداد طعام الإفطار لهم، وتظاهرت بأنها تحتفظ برشدها، راضية بحالها، ولعبت بعض الألعاب مع زخاري، وأمضت الصباح في ألوان التسرية.
وكانت بين الحين والآخر تعيد الاتصال بتليفون منزل شارع كليبورن من تليفون يوكو، وكان الرنين يتواصل بلا نهاية.
وحل وقت الظهيرة ومضى.
وعادت كاثي إلى فقدان رباطة جأشها.
قالت ليوكو: «لا بد أن أذهب إلى نيو أورلينز.»
وردت يوكو قائلة: «بل ليس ذلك ممكنا.» وأمطرت كاثي بوابل الأسئلة الخاصة بإمكان الوصول والحصول على المؤن. كيف تدخل المدينة؟ هل تعتزم شراء سفينة، وتراوغ السلطات وتبحث عن زوجها وحدها حتى تجده؟ واستبعدت يوكو تلك الفكرة. «لا نريد أن نضطر إلى القلق عليك أنت أيضا.»
واتصل أحمد بكاثي، كانت نبراته محايدة في اليوم السابق، لكن النبرات اليوم يشوبها القلق، وهو ما أفقد كاثي أعصابها. قالت في نفسها إن كان أحمد الذي يشارك زوجها في طباعه - ويشارك الاثنان والدهما محمودا في طبعه، وهو الذي استطاع الصمود يومين في البحر مربوطا إلى برميل - يشعر بأن الموقف الحالي عصيب، فإن ردود أفعال كاثي لم تكن على المستوى المتوقع.
صفحة غير معروفة