وقال زيتون في رهبة: «لقد تحطمت!»
وكرر ناصر الكلمات همسا: «لقد تحطمت!»
وزادا اقترابهما منها. لم يكن بقربها أحد، ولا أثر لأي إصابة بشرية، أو دخان أو فريق إنقاذ. لا بد أنها سقطت فتحطمت في اليوم السابق، ولم يبق منها سوى كومة من الفولاذ البرتقالي اللون. لن يرحل ناصر بالطائرة هذا اليوم.
وعادا إلى منزل شارع كليبورن في ذهول، واتصل زيتون بكاثي . لم يكن يستطيع أن يقرر إن كان ينبغي أن يخبرها بأمر الطائرة العمودية، كان واثقا بأن الخبر سوف يزعجها فقرر تحاشيه. «هل نجحت في إدخال الأطفال إحدى المدارس؟»
وقالت كاثي إنها تحاول وإن لم يكن ذلك يسيرا.
وزفر زيتون بصوت مرتفع.
فقالت كاثي: «إنك مثل من فقد جمله فخرج يبحث عن الحبل!» وكان ذلك من تعبيراته المفضلة، وكانت تتلذذ باستخدامه ضده. كان دائما يقوله حين يشعر بأن كاثي تركز على التفاصيل غير المهمة وتتجاهل لب المشكلة.
لم يبد أن التعبير أضحكه.
فقالت: «لا تحزن يا حبيبي!»
لم تكن المدرسة الهم الأول الذي يشغل بال كاثي، كانت قد صممت طيلة البارحة وصباح هذا اليوم، على إقناع زوجها بمغادرة المدينة. كان العمدة ناجين قد أمر بإجلاء جميع من بقي في المدينة بالقوة.
صفحة غير معروفة