خلافة ودولة بنى العباس بن عبد المطلب
أبو العباس السفاح
حينما قتل مروان، وعلا شأن أبى مسلم الذى كان يأتمر بأمر إبراهيم الإمام رضى الله عنه؛ وحينما ضعف أمر الخصوم أرسل أبو مسلم رسولا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم . وأخبر إبراهيم الإمام رضى الله عنه أن خراسان والعراق قد خلتا من الخصم. ولما وصل رسول أبى مسلم إلى إبراهيم الإمام رضى الله عنه كان مروان الحمار 1 لا يزال حيا فى ذلك الوقت، وقد تصادف أن مروان قد أرسل شخصا مع خمسمائة فارس؛ ليحملوا إبراهيم الإمام مع أهله إلى دمشق. وعند ما رأى إبراهيم ذلك، جعل أخاه أبا العباس وليا للعهد؛ وقال للرسول: إن هذا الشاب أخى، وهو ولى عهدى، فقل لأبى مسلم أن يجلوا شأنه.
أما هو فقد ذهب إلى رسول مروان، وقد أودع هذا الرسول جميع الأطفال والحاشية فى منزل وأمر بإغلاق بابه عليهم، فحفر رسول أبى مسلم طريقا تحت الأرض من حديقة فى أطراف المدينة، ولما أتم حفر الطريق أخرجوا كل الأولاد منه، ثم ذهب هذا الرسول إلى البادية حيث توفى فيها. ووصل أبو العباس وشقيقه أبو جعفر مع الأطفال والنساء إلى الكوفة، وكان أبو سلمة الخلال أميرا للكوفة بأمر أبى مسلم، وحينما توفى إبراهيم الإمام، كان ميل أبى سلمة إلى العلويين؛ فلم يستجب لأبى العباس، وظل يدافع عن ذلك، حتى دخل أبو العباس رغما عنه إلى الكوفة، فلم ير أبو سلمة بدا فقدم إليه وبايعه يوم الجمعة فى الرابع عشر من ربيع الثانى سنة مائة واثنين وثلاثين.
صفحة ١٢١