زين الأخبار

گرديزي ت. 443 هجري
130

زين الأخبار

تصانيف

ولما تولى الأمير حميد الإمارة عبر أحمد بن حمويه من جيحون، وقدم إلى آموى 123، وظل مختفيا، ولما مضى عام أحضر (الأموال) وأعطى الحاكم للحشم ستين صرة ألف ألف درهم، ولم يبتهج أحد مطلقا، وخلت الخزينة، وتظلم الحشم، وظهر أثر عجزه وضعف رأيه، ووقع زلزال فى ذى الحجة سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة فى ناحية نسا وتهدم الكثير من القرى، ودفن أكثر من خمسة آلاف رجل تحت التراب، وقد أسمعوا للأمير حميد كلاما منكرا عن محمد بن طغان الحاجب فأمر بأن يقتلوه هو وابنه.

وحينما قدم الأمير نوح إلى مرو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة لم يعرف أحمد ابن حمويه بالخبر فخرج فجأة من المنزل، فقبضوا عليه، وأتوا به إلى نوح، وحينما رآه نوح لم ينكره، وقال له قولا كريما وتمنى له أمنيات طيبة، وأحسن لقاءه وحياه أحسن تحية، وأمر بأن يجرى له الراتب، فقد كان رجلا دءوبا على العمل.

ثم رحل الأمير حميد من مرو إلى نيشاپور فى رجب سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأقام هناك خمسين يوما، وقدم قوم من الرعية واشتكوا من سوء خلق أبى على ومن طول يد خلفائه فعزله الأمير حميد وأجلس مكانه إبراهيم بن سيمجور، أما هو فرجع إلى بخارى، وفى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة تولى المستكفى الخلافة، وخالف حشم الرى الأمير نوح وأرادوا العصيان.

فلما وصل الخبر إلى الأمير نوح قدم من هناك إلى مرو، وقام الحاكم بالوقيعة والكذب، فقال الأمير نوح: كل هذا يفعله أحمد بن حمويه ليشغل قلبك، وتحدث بكلام كثير حتى تغير نوح على أحمد، وأمر فقتلوه أمام الحاكم بالعصى فى سنة خمس وثلاثنين وثلاثمائة.

ودخل الحشم إلى مرو واشتكوا من محمد بن الحاكم وقالوا: إنه لا يرعى العسكر، ولا عهد له، ولا يعطى الجند مرتباتهم، ويؤلب عليه الأمور، وهو الذى أغرى أبا على بالعصيان وهو الذى آذى قلوب الحشم، فاحتال أبو على حتى أدخل السرور على قلب الحشم فقال الحشم: ليقصر الأمير يده عنها، وإلا سوف نتجنبه. فأمر الأمير حميد أن يجروا الحاكم على وجهه من مكانه، وأن يسحبوه حتى باب القصر، وهناك أمر بأن يقتلوه فى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وكان هذا بعد مقتل ابن حمويه بشهرين.

صفحة ٢١٨