زين الأخبار

گرديزي ت. 443 هجري
115

زين الأخبار

تصانيف

وذهب إلى بست، وفرض على أهلها الخراج من كل نوع، وكان غاضبا عليهم لأنهم كانوا قد انتصروا عليه فيما مضى؛ ومن هناك رجع إلى سيستان؛ وفى سنة سبع وخمسين ومائتين ذهب إلى هرات، وحاصر عبد الرحمن الخارجى فى كروخ 75، وحينما قهر عبد الرحمن فى ذلك الحصار قدم طالبا الأمان مع نفر من العظماء مثل مهدى محسن ومحمد بن نوله وأحمد بن موجب وطاهر بن حفص. ومن هناك قدم إلى پوشنگك وقبض على طاهر بن الحسين، ورجع من هناك إلى سيستان وحارب عبد الله ابن محمد بن صالح السگزى، وأخواه: فضل و... 76 يعقوب بن الليث، وضرب عبد الله يعقوب بالسيف فجرحه، ورحل الإخوة الثلاثة عن سيستان لهذا السبب، وذهبوا إلى نيساپور تحت حماية محمد بن طاهر، فكتب يعقوب رسالة وطلبهم فلم يسلمهم محمد ابن طاهر، فقدم يعقوب إلى خراسان لطلبهم، وأرسل رسولا إلى محمد بن طاهر، فلما قدم وطلب المثول فى البلاط قال حاجب محمد: ليس الوقت وقت المثول فى البلاط فإن الأمير نائم، فقال الرسول: لقد جاء من يوقظه من النوم، ورجع الرسول.

وقصد يعقوب نيشاپور، فذهب عبد الله مع إخوته إلى گرگان، وحينما وصل يعقوب إلى فرهادان على بعد ثلاثة منازل من نيشاپور تقدم القواد وأبناء عم محمد جميعا للخدمة إلا إبراهيم بن أحمد، فاصطحبهم يعقوب معه إلى نيشاپور.

وأرسل محمد بن طاهر إبراهيم بن صالح المروزى برسالة إلى يعقوب قال (فيها):

" إذا كنت قد أتيت بأمر أمير المؤمنين فاعرض العهد والمنشور حتى أسلمك الولاية وإلا فارجع". فلما وصل الرسول إلى يعقوب وأفضى إليه بالرسالة أخرج يعقوب بن الليث الحسام من تحت المصلى وقال:" هذا عهدى ولوائى" وقدم يعقوب إلى نيشاپور ونزل بشادياخ 77 وقبض على محمد وأحضره بين يديه، ووبخه كثيرا واستولى على خزائنه كلها، وكان القبض على محمد فى الثانى من شوال سنة تسع وخمسين ومائتين. واستدعى يعقوب إبراهيم بن أحمد وقال: لقد وفد الحشم جميعا عندى فلماذا لم تحضر؟ فقال إبراهيم: أيد الله الأمير، لم تكن لى بك معرفة حتى أحضر عندك أو أكتب رسالة إليك، ولم أكن للأمير معاتبا فأعرض عنه، ولا أجيز لنفسى خيانة رب نعمتى فإنه لن يكون جزاء إحسانه وإحسان أبيه الخيانة، فوقع هذا موقع الاستحسان من يعقوب فعظمه وقربه وقال: يجب أن يكون لكل عظيم مثلك، وصادر جميع الأشخاص الذين أتوا لاستقباله، وجردهم من متاعهم، وكتب رسالة إلى الحسن بن يزيد فى جرجان وطلب منه عبد الله السگزى وإخوته، فكتب الحسن بن يزيد الجواب ولم يرسلهم فقصد يعقوب گرگان، وانهزم الحسن بن يزيد أمامه، وذهب إلى آمل وخرج من هناك عن طريق رويان من عقبة كندسان 78، وحينما وصل يعقوب إلى معسكر الحسن وجده خاليا، فأمر الجيش أن يحمل كل ما يستطيع حمله، وأشعلوا النار فى الباقى واحترق كل شى ء، وكان هذا فى سنة ستين ومائتين.

صفحة ٢٠٣