غضبت، حطمت الدولاب الفارغ، أطلقت طلقتين في الهواء، وعندما ذهبت مليكة أختك بنفسها إلى القيادة العامة، مكتب المتابعة، دلها مكتب الاستقبال إلى لوحة الشهداء، استشهد قبل عام، قال لها جندي سمين كان يبحث في اللوحة عن أسماء رفاق له، قدموا لها شهادة تفيد وتؤكد: إنك عشت شجاعا ومت شجاعا في دفاعك عن الأرض والعقيدة، لكنها رفضت أن تأخذها قائلة: لكنه مات، فماذا تفيد الشهادة؟
قالوا: فخر لأبنائه.
قالت: ليس له أبناء.
قالوا: إن له مكافأة أيضا.
قالت وقد رفضت أن تأخذها: لكنه مات فماذا تفيد المكافأة؟
قالوا: عون لأبنائه.
إذا ما ماتت مليكة أختك فجأة، كما اعتقد زوجها وبنتها وولدها، لكنها منذ أن كانت طفلة في السادسة عشرة، كانت تؤسس لموتها وهي تكتم صرخاتها عندما اغتصبها الضابط أملا في الزواج منها.
كانت تؤسس لموتها عندما كان يضاجعها أبناء عمومتها الجنوبيون في العشش.
كانت تؤسس لموتها وهي تستعطفهم أن لا يفعلوا ذلك بوحشية، مليكة شول مادنق أختك، ومثلما تحيك العنكبوت خيوطها كانت تبني شبكة عدمها الخاصة بدقة وصبر، تزوجت من الناصر، أنجبت رياك.
كانت تؤسس لموتها، أنجبت منى.
صفحة غير معروفة