الإهداء
كلمة ...
في سبيل الذرية
في سبيل الاستقلال
شبهات وظلمات
أشكال وألوان
إثارة لا رثاء
في سبيل الإخاء
من عهد الصبا
إلى شيخ المجاهدين
صفحة غير معروفة
بيني وبين الريحاني
الإهداء
كلمة ...
في سبيل الذرية
في سبيل الاستقلال
شبهات وظلمات
أشكال وألوان
إثارة لا رثاء
في سبيل الإخاء
من عهد الصبا
صفحة غير معروفة
إلى شيخ المجاهدين
بيني وبين الريحاني
زوابع
زوابع
تأليف
مارون عبود
الإهداء
إلى كل عربي مجاهد في هجرته، معتز بعروبته، مناضل مكافح في ميادين الحياة، عاملا مجدا، رافع شأن لغته وأمته في أربعة أقطار المسكونة، غانم المال حلالا زلالا، طامح إلى بلوغ أبعد غايات الحياة من غنى وشرف ومجد.
إلى الرجل الذي تمثل لي به وجه اللبناني الفاتح المجد، والعربي الأنوف الأبي، إلى السيد ندره فلفلي أهدي هذا الديوان.
فهو رسالة قومية من قلب هذا الشرق النابض، الرافع لواء العروبة حيث حلت ركابه، الناشر منطق الشيخ يعرب في حواضر الدنيا ومجاهلها، وسوف يكون أول ناطق بالضاد في القمر والمريخ، إن شاء الله.
صفحة غير معروفة
فاحمل يا أخي ندرة، غير مأمور، هذه الرسالة التي حثثت على إذاعتها، ومددت إلى بعثها يدك البيضاء.
فعسى أن تجدد إيمان المشككين، وتشدد الركب المخلعة، فيستعيد هذا الشرق الجميل المعشوق مجده الضائع وتراثه المغتصب.
26 / 6 / 1946
مارون عبود
كلمة ...
ضع محل هذه النقط النعت الذي تريده، فأنا قد حلفت أن لا أكتب مقدمة لكتاب من كتبي، وأبيت أن أستجدي المقدمات ولو من أفلاطون، وامتنعت عن أن أقدم شاعرا أو كاتبا إلى القارئ، وسواء عندي أكان قد خمل ذكره أم طار صيته حتى اختفى خلف الغيوم.
أعود فأقول لك هذه كلمة لا مقدمة، إنها كلمة أريد أن «أعترف» لك بها، فأطلعك في هذا الديوان على نزعاتي كلها، بل على دخيلة نفسي، حتى على «الأسرار» المكتومة منها.
وبعد، فاعلم يا عزيزي - رعاك الله وحفظني وحفظك - أن ديواني هذا ليس سلة مشمش «لأوجهها» لك، فلا أنا بائع ولا أنت شار، لا يا أخي، إن هذا الديوان رسالة ... عفوا! هو فكرة عشت بها زمنا رغدا، وما زلت أحن إليها، وأنا على هواها. حالي معها كحال الرجل مع صاحبته، قد تتنكر له، وقد يجفوها، ولكنهما في الحالين، حال الرضا والغضب، واليسر والعسر، حبيبان، ودودان، متيمان، مولهان، ولولا ذلك لم يتشاكسا، أؤكد لك أني لم «أحرد» يوما كاملا، أي لم تغرب الشمس على غضبي؛ ولهذا ها أنا أضع بين يديك الكريمتين قصائدي، كما قلتها في وقتها، لم أحكك ولم أنقح إلا في قصائد معلومات، وأنت - لا شك - تعرفهن بلا عناء، إن سيماءهن في وجوههن.
فبعض القصائد التي ترى، لك أن تسميها خطبا - إذا شئت - استخدمت لتؤدي فكرة ثائرة كانت تتقد في نفسي ولما تزل، ففيها الشعر وفيها النثر، وأنا أعرف منها ما ستعرف أنت، ولكنها في كل حال تقضي لبانة من تعرض وصله.
فإليك إذن، مارون الشاعر في كل أطواره، بعجره وبجره، كما كانوا يعبرون، فارتع - آجرك الله وأجزل ثوابك - في هذه الجنة الغناء، ولك أن تقول فيها بعدئذ ما شئت.
صفحة غير معروفة
هذا هو مارون عبود الشاعر، أما مارون عبود الناثر فهو رجل غير هذا، افهم يا صاحبي، إن الناقد يعرف الذهب ويميزه، وإن عجز عن خلقه، فإن رأيت عند هذا المارون ما لا ينطبق على آرائه في الشعر، حين ينتقد غيره، فكن متأكدا أن مارون الناقد لن يرحم مارون الشاعر، فوالله، وبالله، وتالله، لأؤدبنه أدبا صارما، ولأحملن عليه، كما حملت على غيره، حملات غواشم، فهو يدعي أنه يؤدي رسالة منظومة لينجو من يدي، فلسوف أرينه حين يقع ديوانه بين يدي، أن هذا الادعاء لا يعصمه ولا ينجيه، سترى أنني سأري ذلك المارون الوقح كيف يكون النقد المر، وإن يغضب فلا رحمه الله، ولتهتز عظامه في قبره، فكم أغضبت غيره من قبل، أما قيل: بالكيل الذي تكيلون يكال لكم وأزود؟
انتظر يا قارئي، إنها ساعة لها ما بعدها في تاريخ النقد.
انتظر، انتظر، فما أقرب اليوم من غد!
يخلق الشعر كل يوم عروسا
مثلما تخلق الخمور الحبابا
تتجلى لنا العذارى فنكسو
عريها من بياننا جلبابا
لا تقولوا شبنا، فما الشيب عيب
إن في الشيب من يبز الشبابا
رب شيخ ما انفك عارض رمح
صفحة غير معروفة
وغلام في ميعة العمر ذابا
رب شيخ ما شاخ حزما وعزما
يتأبى لو استحال ترابا
لو أتتنا الحياة تسترزق العزم
خلعنا على الحياة شبابا
في سبيل الذرية
(1) نشيدان
نظمت هذين النشيدين لسبب تربوي يدركه اللبيب، وقد أقرت الأول وزارة المعارف اللبنانية، أما الثاني، وإن يكن مختصا بمدرستنا الجامعة الوطنية، فهو عام أيضا بروحه ومغزاه.
نشيد الطلاب
طالبي العلم هلموا
صفحة غير معروفة
واحملوا أبهى علم
علم العلم ليسمو
قدرنا بين الأمم •••
أيها النشء الجديد
أنت آمال البلاد
وبك الماضي يعود
وعليك الاعتماد •••
علموا الجاهل منا
واجبات الوطني
خبروهم كيف كنا
صفحة غير معروفة
سادة في الزمن •••
قد خسرنا كل مجد
وابتلانا جهلنا
ما تراه اليوم يبدي
شيخنا أو كهلنا •••
أنتم الآمال أنتم
أنتم المستقبل
فاذكروا مجدا أضعتم
ولكي يحيا اعملوا •••
علموا الناس جميعا
صفحة غير معروفة
درس حب ووئام
نغنم العز الرفيعا
بعد ويلات الخصام •••
إنما بالعلم تحيا
أمتي وهو المنى
فإلى المعهد سعيا
حيث نلقى كنزنا •••
أمة العرب يمينا
من بنيك الصادقين
سوف نسعى ما حيينا
صفحة غير معروفة
فخذي العهد المتين
أنشودة الشباب
شباب البلاد زهور الأمل
إلى المجد سيروا صفوفا صفوف
فعزم الشباب يدك القلل
وحزم الشباب يفل السيوف •••
بسطنا على البحر ظل المنى
وفوق الصحارى رفعنا العلم
وفي الشرق والغرب آثارنا
تحدث عنا جميع الأمم •••
صفحة غير معروفة
فكيف التواني ومنا الألى
أداروا السفين وقادوا الجيوش
وشقوا طريق العلى للملا
فشادوا عروشا ودكوا عروش •••
هلموا نضم لمجد عريق
طريف النهى وجديد الفلاح
جهادا فنبلغ أقصى الطريق
فمن جد أدرك أسمى النجاح •••
ألا فاطلعوا من سما الجامعه
كواكب علم تنير الظلم
صفحة غير معروفة
وكونوا إذا دعت القارعه
نسور النضال وأسد الأجم (2) قلعة بعلبك
زرت بعلبك - أول مرة - مع تلاميذي، فالتقينا في القلعة مع جماعة من الغربيين. وقفنا جميعا مشدوهين في هيكل باخوس العظيم، وتحت أعمدته الرفيعة، فسمعتهم يتحدثون عن هذه الآثار الضخمة، معجبين بالأجداد، متعجبين من تغوير عبقرية الأحفاد؛ فعدت متبرما، وقلتها كما تراها، وأنشدتها - ولا فخر - في الحفلة المدرسية الختامية، التي أقيمت في «نادي أوتيل البحار» وهي على رمية حجر من قصر الجنرال «ويغان» المندوب السامي عام 1924.
وذهبت في اليوم الثاني إلى بيتي في عين كفاع، متلفتا ورائي، تلفت مذعور لا تلفت الشريف الرضي.
أقلب في صحائفها العيونا
وأخفض من مهابتها الجبينا
وأنظر في بقاياها حزينا
أسائل عن عظائمها القرونا •••
أطلت بعلبك ولي فؤاد
يذوب إذا يلامسه الجماد
صفحة غير معروفة
فقلت لدن سما منها العماد
أعرفات بدت أم طور سينا؟ •••
لمن تلك البناية كالجبال
أصنع الجن أم صنع الرجال؟
لقد صبرت على جور الليالي
تصبرنا على المستعمرينا •••
بها عمد سمت كبرا وتيها
تحدث كل راء عن بنيها
وقد لعبت يد الحدثان فيها
كما لعبت يد الغرباء فينا •••
صفحة غير معروفة
رأيت صخورها تبدو أمامي
كأشلاء الجبابرة العظام
مكردسة هناك بلا انتظام
مبعثرة كما قد بعثرونا •••
وفي الأحجار قد نقشت زهور
وأثمار يحار بها البصير
وآساد وليس لها زئير
كشعب الشرق لا يبدي أنينا •••
وأطيار وقد هيض الجناح
فأمست لا غدو ولا رواح
صفحة غير معروفة
لقد أسرت فليس لها سراح
كأسر الجهل للمتعصبينا •••
أراد الدهر فيها ما استطاعا
وقد ذهبت مآثرها ضياعا
وكم أثر قد اختلسوا فضاعا
كما ضاعت حقوق القاصرينا •••
رأيت أمامها عددا عظيما
من الإفرنج يحترم القديما
فقالوا هل بنى الصرح الفخيما
جدود مثلكم أبقوا بنينا؟! •••
صفحة غير معروفة
أجبت: نعم، لقد رفعوا ذراها
ونحن بنوهم نأوي حماها
هي الأيام مذ دارت رحاها
غدونا في اللقاء لها طحينا •••
لقد غابت شموس العلم عنا
فلا عجب إذا ما الليل جنا
بذاك العهد قد كنتم وكنا
سلوا التاريخ ينبئنا اليقينا •••
سلوا عنا المغارب فهي أدرى
ففيها يا أولي الألباب ذكرى
صفحة غير معروفة
فقرطبة بدت في الغرب بدرا
أنار عقولكم حقبا مئينا •••
وكم في العرب من ملك همام
له التاريخ يسجد باحترام
بنى ملكا على حد الحسام
وقد قاد الملوك مصفدينا •••
سل الآثار عن أسد الجدود
ولا تنظر إلى بعض القرود
أصارونا لكم مثل العبيد
ألا هاتوا الخزامة قيدونا •••
صفحة غير معروفة
سيدرك شعبنا الشرقي علما
يثير بصدره حزما وعزما
إلى استقلالنا نسعى وإما
تموت الأسد أو تحمي العرينا •••
فتحت عباءة العربي مجلى
فخار كم به صلى وجلى
فجدوا يا بني وطني وإلا
ظللتم في «الوصاية» راسفينا •••
بني وطني لقد ضاعت لحانا
لدن عبثت بها «حانا ومانا»
صفحة غير معروفة
هم العميان قادونا زمانا
وفي مهوى التفرق دهورونا •••
فألقوا نيرهم عنكم وهيا
دعوا هذا الخلاف المذهبيا
فما أبقت لنا الأديان شيا
سوى استعباد أمتنا قرونا •••
بلادي قد ذوى غرس التمني
فقولي للخئون إليك عني
فإني لست منك ولست مني
لحا الله البنين الخائنينا •••
صفحة غير معروفة
أريد بني أبطال الكفاح
لكيما يضمدوا يوما جراحي
متى ما يدع حي على الفلاح
مشوا أسد الوغى متطوعينا •••
على الأوطان يرجى من بنيها
ولا يرجى من الغرباء فيها
كبت أوطانكم هبوا أنهضوها
وكونوا في الوظائف زاهدينا •••
أرى الحمار يحلم بالوظائف
وأصبح في حمى الحكام طائف
صفحة غير معروفة