الوالي :
تدي أوامر لهم إن ما حدش يقول حاجة للعمال؛ مش عاوز العمال يعرفوا. لو عرفوا حيهربوا من المصنع والبلد كلها تجوع. احنا كلنا عيشين على المصنع. مش كده ولا إيه؟
د. فهيم :
أيوه يا فندم.
الوالي :
صوف الأرانب بتعنا واخد سمعة طيبة في كل حتة، مش عاوز العمال تعرف حاجة، لو عرفوا حيهربوا والمصنع يقفل، العمال مش حيفكروا في مصلحة البلد، هم حيفكروا بس ازاي يهربوا من المصنع، مفيش عندهم روح التضحية من أجل البلد، كل واحد حيفكر في نفسه وبس. مش كده ولا إيه يا د. فهيم؟ وعشان كده عاوزكم تعملوا لهم توعية وطنية، والعامل منهم لازم يبقى فوق مصلحته الخاصة، يبقى عنده إحساس بالصالح العالم ومستعد يموت وهو واقف قصاد آلته في المصنع، عشان مصلحة البلد، بالظبط زي الجندي اللي بيموت على مدفعه وهو بيحارب من أجل الوطن. فاهمني يا د. فهيم؟
د. فهيم :
أيوه يا فندم.
الوالي :
والدكاترة بتوعك يا د. فهيم لازم يعرفوا إن مفيش حاجة اسمها زرقا في مصنعنا، مصنعنا نضيف زي الفل وشغال عال العال؛ إذا كان فيه تلاتة أو أربعة من العمال بيعيوا أو بيموتوا كل شهر فده شيء طبيعي، ما حدش ما بيعياش ومفيش حد ما بيمتش. في كل بلاد العالم فيه ناس بيعيوا وناس بتموت، ربنا اللي بيموت مش الزرقا، لا يمكن حتة ميكروب مفعوص يموت بني آدم واحد من غير إرادة ربنا. مش عارف ليه يا دكتور فهيم أنا بلاحظ إن الناس اللي بيدرسوا الطب بيبعدوا شويه عن ربنا! غرور يا د. فهيم، غرور؛ بيتصوروا انهم ما دام عرفوا حاجة عن الأمراض أو الميكروبات أو قدروا ينقذوا بعض الأرواح، خلاص عرفوا سر الكون، مع إني متأكد ومؤمن إيمان لا يقبل الشك إن مفيش روح واحدة يقدر الدكتور ينقذها إلا إذا ربنا أراد، وإذا ربنا ما أرادش لازم العيان يموت غصب عن أي دكتور. مش كده ولا إيه يا د . فهيم؟
صفحة غير معروفة