الزهر النضر في حال الخضر

ابن حجر العسقلاني ت. 852 هجري
52

الزهر النضر في حال الخضر

محقق

صلاح مقبول أحمد

الناشر

مجمع البحوث الإسلامية-جوغابائي نيودلهي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

مكان النشر

الهند

الْوَجْه الثَّالِث: أَنه لوكان الْخضر قبل نوح لركب مَعَه فِي السَّفِينَة، وَلم ينْقل هَذَا أحد. الْوَجْه الرَّابِع: أَنه قد اتّفق الْعلمَاء أَن نوحًا لما نزل من السَّفِينَة مَاتَ من كَانَ مَعَه، ثمَّ مَاتَ نسلهم، وَلم يبْق غير نسل نوح وَالدَّلِيل على هَذَا قَوْله تَعَالَى: (وَجَعَلنَا ذُريَّته هم البَاقِينَ) وَهَذَا يبطل قَول من قَالَ: إِنَّه كَانَ قبل نوح. الْوَجْه الْخَامِس: أَن هَذَا لَو كَانَ صَحِيحا أَن بشرا من بني آدم يعِيش من حِين يُولد إِلَى آخر الدَّهْر، ومولده قبل نوح، لَكَانَ هَذَا من أعظم الْآيَات والعجائب، وَكَانَ خَبره فِي الْقُرْآن مَذْكُورا فِي غير مَوضِع، لِأَنَّهُ من أعظم آيَات الربوبية. وَقد ذكر الله ﷾ من أَحْيَاهُ ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما وَجعله آيَة؛ فَكيف بِمن أَحْيَاهُ إِلَى اخر الدَّهْر؟ وَلِهَذَا قَالَ بعض أهل الْعلم: مَا ألْقى هَذَا بَين النَّاس، إِلَّا شَيْطَان. وَالْوَجْه السَّادِس: إِن القَوْل بحياة الْخضر قَول على الله بِلَا علم، وَذَلِكَ حرَام بِنَصّ الْقُرْآن. أما الْمُقدمَة الثَّانِيَة فظاهرة. وَأما الأولى، فَإِن حَيَاته لَو كَانَت ثابته لدل عَلَيْهِمَا الْقُرْآن أَو السّنة، أَو إِجْمَاع الْأمة. فَهَذَا كتاب الله تَعَالَى، فَأَيْنَ فِيهِ حَيَاة الْخضر؟

1 / 53