الزهر النضر في حال الخضر

ابن حجر العسقلاني ت. 852 هجري
20

الزهر النضر في حال الخضر

محقق

صلاح مقبول أحمد

الناشر

مجمع البحوث الإسلامية-جوغابائي نيودلهي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٨هـ - ١٩٨٨م

مكان النشر

الهند

لقد شرب مَاء زَمْزَم ليصل إِلَى مرتبَة الذَّهَبِيّ فِي الْحِفْظ، ثمَّ حج بعد مُدَّة تقرب عشْرين سنة، فَسَأَلَ الله تَعَالَى الْمَزِيد، وَرَجا أَن ينَال ذَلِك، فحقق الله رَجَاءَهُ، وَشهد لَهُ بذلك التعبر غير وَاحِد. مذْهبه فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات: لَا يخفى على من يقْرَأ كتاب الْحَافِظ ابْن حجر ﵀ بِأَنَّهُ يرى رأى المؤولين فِي أَسمَاء الله وَصِفَاته، وَهُوَ خلاف مُعْتَقد السّلف الصَّالح، وَقد عَمت هَذِه الْبلوى فَمَا عصم مِنْهَا إِلَّا من رحم ربه. وإليكم مِثَالا من " فتح الْبَارِي " حَيْثُ يشْرَح حَدِيث " أحب الدّين اليه (أَي الله) أَي مَا دَامَ عَلَيْهِ صَاحبه " فَيَقُول: " قَوْله (أحب) قَالَ القَاضِي أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ: معنى الْمحبَّة من الله تعلق الْإِرَادَة بالثواب، أَي أَكثر الْأَعْمَال ثَوابًا وأدومها. " وَهَذَا من التَّأْوِيل الْبَاطِل. وَالْحق الَّذِي عَلَيْهِ أهل السّنة أَن معنى الْمحبَّة غير معنى الْإِرَادَة، وَالله سُبْحَانَهُ مَوْصُوف بهَا على الْوَجْه الَّذِي يَلِيق بجلاله، ومحبته لَا تشابه محبَّة خلقه، كَمَا أَن إِرَادَته لَا تشابه إِرَادَة خلقه وَهَكَذَا سَائِر صِفَاته، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير) . وَلَيْسَ هَذَا مَوضِع التَّفْصِيل فِي هَذَا الْمَوْضُوع إِلَّا أَن عَلامَة الجزيرة الشَّيْخ عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن باز - حفظه الله - قد علق على تَأْوِيله فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات بحوالى سِتَّة مَوَاضِع فِي الْجُزْء الأول من الْفَتْح فَقَط.

1 / 19