92

الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب و القبائح

محقق

محمد عبد القادر عطا

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

" يا أبا هريرة، أما تريد أن لا يجري عليك القلمْ؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: أد فرائض الله، وكف عن محارم الله، ودع الكلام فيما لا يعنيك ". قال بعض العارفين لولده: " يا بني، خذ على نفسك، وقيد ألفاظك، لا تقل لفظة إلا أن تأمن عاقبتها، فإن كانت لله وإلا فًامسك عنها، ولا تأكل طعامًا إلا إن تدبرت أمره، إن كان حلالًا أو حرامًا وإلا فلا تأكل منه، واحرص على الحلال، لكن هل من ذنوب؟ قال: كثيرة، قال: كم في اليوم والليلة؟ قال: مائة، قال: كثيرة، قال: خمسين، قال: كثيرة. قال: فما زال حتى قال له: يا أبت واحد بالليل وواحد بالنهار، قال: يا بني، كم يكونون في السنة؟ قال: سبعمائة وعشرين، فقال له: يا ولدي، إن آدم خرج من الجنة بذنب واحد، وأنت ترجو دخولها بسبعمائة وعشرين ذنبًا في السنة ". وقيل في المعنى شعر: تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي ... درك الجنان بها وفوز العابد ونسيت أن الله أخرج آدما ... منها إلى الدنيا بذنب واحد وعن أبي الدرداء ﵁، أنه مرض فدخل عليه بعض إخوانه، فقال له: " ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: ما تشتهي؟ قال: الجنة، قال: أندعو لك طبيبًا؟ قال: الطبيب أمرضني ". ودخل رسول الله ﷺ على شاب مريض، فقال له: " كيف حالك؟ فقال: يا رسول الله أرجو الله تعالى وأخاف ذنوبي، فقال ﵊: لا يجتمعان في قلب واحد إلا أعطاه. الله ما يرجو وآمنه بما يخاف "

1 / 100