الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب و القبائح

شمس الدين محمد الجزري ت. 833 هجري
72

الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب و القبائح

محقق

محمد عبد القادر عطا

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

مكان النشر

بيروت - لبنان

أمه، فلما رأته قبلت ما بين عينيه، وقالت: يا بني، قد وهبتك لله تعال، فخرج فرحًا مسرورًا، فغاب عنها ثلاثين سنة، فاشتاق إليها، فحضر ليزورها، فطرق الباب، فقالت: من بالباب؟ فقال: ولدك أتى ليسلم عليك؟ فقالت: يا بني إني قد وهبتك لله، فو الله ما واليتك إلا بين يديه. وقيل في المعنى شعر: بحب الله لا تأويه دار ... ولا يأوي مكانًا فيه جار ولا يهتم في الدنيا بقوت ... ويكره أن يكون له عقار يفر من العقار إلى قفار ... فيبكي حتى تفقده القفار يقول لنفسه كدي وجدي ... فما في خدمة الرحمن عار بكاء الرسول عند قبض روحه قيل: إن رسول الله ﷺ أتاه ملك الموت ليقبض روحه الزكية، فبكى ﷺ، فقال له ملك الموت: أتبكي وأنت راجع إلى ربك، فقال: " أبكي على ليالي الشتاء وأيام الصيف والاخيار يقومون ويصومون، ويتلذذون بوصاله ومناجاته وأنا في القبر ميت ". فأوحى الله تعالى إليه: " أنت عندي بهذه المنزلة ". وخيره بين الحياة والممات، فاختار الرفيق الأعلى ﷺ. اخش عذاب الله وعامله بتقواه قال الأصمعي ﵁: دخلت المارستان ببغداد، فإذا أنا بشاب حسن الوجه وهو مربوط في عامود، فلما رآني أنشد يقول شعرًا: همومك بالفكر مقطوعة ... وهل تقطع اليوم إلا بهم مصائب دنياك ممزوجة ... وهل يؤكل الشهد إلا بسم

1 / 80