ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
تصانيف
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
أدخل رقم الصفحة بين ١ - ٤٥٤
ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
سائر بصمه جي ت. 1450 هجريتصانيف
فأما الخرارة فربما كان [الماء] منحطا من عل إلى أسفل؛ فكان لجريه صوت خريري، وهذا أبلغ العيون نفعا، إذا تساوي غئور أقدار المادة؛ لأنه ينفذ في الجري بسرعة ويغور في الأرض، ويكون ألطف من الهابط،
5
بشدة الحركة في جريه.
فأما كون الماء في بطون الأرض فيكون بحالين:
أما أحدهما فالجاري من عل، كما وصفنا.
وأما الآخر فالمستحيل في بطون الأودية.
فإن ظاهر الأرض، إذا حمي، برد باطنها لاقتسام الكيفيات المواضع المتضادة، كما حددنا في غير موضع من أقاويلنا وأثباتنا، فتبرد بردا شديدا، فيستحيل الهواء الذي في الأودية ماء؛ لأن الهواء والماء مشتركان في الكيفية المنفعلة، أعني الرطوبة، متضادان في الكيفية الفاعلة، أعني الحرارة والبرودة؛ فإذا استحال الهواء باردا، وعدم الحرارة، صار عنصرا باردا رطبا، وهذا هو الماء.
وقد يعرض في القلب البعيدة العمق مثل ذلك؛ فإنه إذا صادف الحفر موضعا رملا عذبا أو حجريا غير مستحيل الكيفية إلى الكبريتية أو الشبوية أو ما أشبه ذلك من الكيفيات الدالة على الحرارة أو ما أشبه ذلك، أو انتهى إلى طينة عذبة حرة، واشتد برد الموضع الذي انتهى إليه الحفر، استحال فيه ماء.
وقد يعلم ذلك حسا بأن يوضع في القليب، في قراره، طرجهار أو إناء قريب من ذلك الشكل. فإن أصبت الإناء، إذا اجتمع الماء في البئر، غرقا، علمت أن الماء حدث من استحالة الهواء؛ لأنه استحال من باطنه كما استحال من خارجه.
وإن أصبت الإناء طافيا على الماء، فاستدل بذلك على أن الماء توشل ورشح تحته، فأعلاه فوقه، فبقي عليه طافيا، ولم يستحل في باطنه شيء.
صفحة غير معروفة