ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع
تصانيف
51 (6-3) وليم ويويل
لقد كانت العلاقة بين القمر والمد والجزر واضحة جدا قبل فترة طويلة من صياغة نظرية مرضية يمكنها وضع تنبؤات دقيقة إلى حد ما للظاهرة. وقد قدم وليم ويويل (توفي 1866م)
W. Whewell
مساهمة في ذلك، حيث قال: «كان المسار الذي سيوصى به لتهذيب معرفتنا بالمد والجزر وهو التأكد من تحليل سلسلة طويلة من الأرصاد وتأثيرات التغيرات وقت العبور، واختلاف المنظر، وميل القمر، وبالتالي الحصول على قوانين للظواهر؛ ثم المضي قدما في التحقيق في قوانين السببية. ومع أن هذا لم يكن المسار الذي اتبعه علماء النظريات الرياضياتية، إلا أنه كان يتبع فعليا من أولئك الذين قاموا بحساب جداول المد والجزر عمليا؛ وتطبيق المعرفة على الأغراض المفيدة للحياة، وبالتالي فصلها عن الترويج للنظرية، كان يعامل بشكل طبيعي على أنه خاصية مربحة، ويتم الحفاظ عليها بسرية. لقد وضعت جداول لليفربول، ولندن، وأماكن أخرى، وقد صنعت بطرائق غير مكشوفة، والتي في بعض الحالات على الأقل، تم نقلها من الأب إلى الابن لعدة أجيال كممتلكات عائلية؛ واستنكر نشر جداول جديدة مصحوبة ببيان عن طريقة الحساب باعتبارها انتهاكا لحقوق الملكية.»
52 (6-4) شارل دولوني
في 1865م توصل الفلكي الفرنسي شارل دولوني (توفي 1872م)
Ch. Delaunay ، إلى استنتاج مشابه لاستنتاج وليم فيريل (توفي 1891م)
W. Ferrel ، على ما يبدو دون معرفة بعمله؛ حيث إنه أعاد تطوير نظرية الاضطراب القمري، وصارت مسألة الاحتكاك المدي معروفة من خلال دولوني على نطاق واسع في الأوساط العلمية.
53
وقد كتب دولوني: «إذا كانت الأرض بهيئة صلبة تماما، فإنها ستكون بمجالها تحت تأثير الجاذبية التي يمارسها القمر على أجزائها المختلفة، دون أن تمر بأقل تغيير في الشكل. لكن الأرض ليست صلبة تماما. إذ يتم تغطية جزء من سطحها بمياه المحيط، والتي، بسبب سيولتها، يتم تحريكها بسهولة بواسطة القوى التي تؤثر عليها مباشرة. حاليا، الأجزاء المختلفة من هذه المياه، المنتشرة في جميع أنحاء العالم الأرضي، وبالتالي، تقع على مسافات غير متساوية من القمر، لا تنجذب بالقدر نفسه. ففي منطقة من سطح الكرة الأرضية التي أصبحت مواجهة للقمر، فإنها تجذب مياه البحر بقوة أكبر من الجزء الصلب من الأرض، حيث تأخذها ككل؛ وفي المنطقة المقابلة، من ناحية أخرى، فإن مياه البحر تكون أقل انجذابا من الجزء الصلب. وينتج عن ذلك أن المياه الموجودة على الجانب المواجه للقمر تميل باتجاهها بسبب هذا الفائض من الجاذبية، وأنه على الجانب الآخر من الأرض، تميل المياه إلى الانحسار نسبيا إلى كتلة الكرة الأرضية التي هي تنجذب بقوة أكثر مما هي عليه.»
صفحة غير معروفة