الزاهر في معاني كلمات الناس

ابن الأنباري ت. 328 هجري
78

الزاهر في معاني كلمات الناس

محقق

د. حاتم صالح الضامن

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ -١٩٩٢

مكان النشر

بيروت

(١٧٤) ٤٦ - وقولهم: قرأ (١) سِفْرًا من التوارة والإنجيل قال أبو بكر: معناه: قرأ كتابًا منهما (٢) . والسِفْر عند العرب: الكتاب، وجمعه أسفار. [قال الله تعالى: ﴿كمثل الحمار يحمل أسفارًا﴾ (٣)] . قال أبو بكر: قال الفراء: (٤) الأسفار: الكتب العظام، واحدها: سفر. وقوله ﷿: ﴿بأيدي سَفَرَةٍ﴾ (٥)، قال الفراء: (٦) السفرة الملائكة، (٣٢ / أ) واحدها: سافر. وإنما قيل للملك: سافر: لأنه ينزل بما يقع عليه الصلاح / بين الناس، بمنزلة السفير، وهو المصلح بين القوم. قال الشاعر: (وما أدعُ السِّفارة بينَ قومي ... وما أمشي بغشٍ إنْ مَشَيْتُ) (٧) ٤٧ - وقولهم: باسم العزيز الحكيم قال أبو بكر: العزيز (٨) معناه في كلام العرب: القاهر الغالب. من ذلك قول العرب: قد عزّ فلانٌ فلانًا يعزّه عزًّا: إذا غلبه. قال الله ﷿: ﴿وعزَّني (١٧٥﴾ في الخطابِ) (٩) فمعناه: غلبني في الخطاب. ويقرأ (١٠): (وعازَّني في الخطاب) على معنى: وغالبني. قال جرير (١١): (يعُزُّ على الطريقِ بمنكِبَيْهِ ... كما ابتركَ الخليعُ على القِداحِ) وقال عمر بن أبي ربيعة (١٢): (هنالِكَ إمّا تعزُّ الهوى ... وإمّا على إثْرِهِم تكمدُ)

(١) ك: قد قرأ. ل: قرأت. (٢) من ك، ق. وفي الأصل: منها. (٣) الجمعة ٥. (٤) معاني القرآن ٣ / ١٥٥. (٥) عبس ١٥. (٦) معاني القرآن ٣ / ٢٣٦. (٧) معاني القرآن ٣ / ٢٣٦، الطبري ٣٠ / ٥٤ بلا عزو. (٨) الزجاج ٣٣ (تفسير أسماء الله الحسنى)، الزجاجي ٤١ (اشتقاق أسماء الله)، القشيري ١١٤ (شرح أسماء الله الحسنى) . وسأكتفي في أسماء الله تعالى بذكر اسم المؤلف فقط اختصارًا (٩) ص ٢٣. (١٠) الشواذ ١٣٠. (١١) ديوانه ٨٨. وينظر شرح القصائد السبع: ٤٧٣ يريد أنه يغلب الإبل على الطريق ويسبقها إليه، كما يلح المقمور من ماله المخلوع منه على ضرب القداح ليسترجع ماله. (١٢) ديوانه ٣٠٨. (١٣) لم أهتد إليه.

1 / 78