الزاهر في معاني كلمات الناس
محقق
د. حاتم صالح الضامن
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ -١٩٩٢
مكان النشر
بيروت
وقال عمران بن حطان (٥١):
(ويجعلُ اللهُ ربُّ الناسِ نُزْلَهُمُ (٥٢)
ظِلًاّ وجنات عَدْنٍ ماؤها غَلَلُ)
وقال قيس بن ذريح (٥٣):
(شَقَقْتِ القلبَ ثم ذَرَرْتِ فيه ... هواكِ فِليطَ فالتأمَ الفُطُورُ)
(تَغَلْغَلَ حَيث لم يبلُغْ شرابٌ ... ولا حُزْنٌ ولم يبلُغْ سُرورُ)
([غنيُّ النفس أن أزداد حُبًّا ... ولكني إلى وصلٍ فقيرُ])
فمعناه: تدخل وتوسط إلى قلبي.
ومن ذلك قولهم: قد غلّ فلان كذا وكذا، معناه: قد اقتطعه ودسَّه في متاعه.
ومن ذلك قولهم: قد قتل فلان فلانًا غِيلةً، معناه: تدخل إلى ذلك وتوصل إليه وأخفاه.
وقال النحويون (٥٤): الأصل في تغلغل الرجل: تغلَّل، فاستثقلوا الجمع بين اللامات، ففصلوا بينها بالغين، كما قالوا: قد صَرْصَرَ الباب، والأصل فيه: قد صَرَّرَ الباب، فاستثقلوا الجمع بين الراءات، ففصلوا بينها بالصاد. (٢٨٨)
وكما قالوا: قد تَكَمْكَمَ الرجل، أي لبس الكُمة، وهي القلنسوة. والأصل فيه: [قد] تَكَمَّم الرجل، ففصلوا بين الميمات.
وكذلك قولهم (٥٥): قد تَحَلْحَل الرجل، / أصله: قد تَحَلَّلَ. (٧٣ / ب)
وكذلك قولهم: قد حَثْحَثْتُهُ، الأصل فيه: قد (٥٦) حثَّثْتُهُ.
(٥١) أخل به شعر الخوارج، ولم أقف عليه. (٥٢) ك، ق، ف: تربهم. (٥٣) ديوانه ٨٨ من دون الثالث. وقيس شاعر غزل، صاحب لبنى، أموي، ت ٦٨ هـ. (الأغاني ٩ / ١٨٠، اللآلي ٧١٠، فوات الوفيات ٣ / ٢٠٤. وتنسب الأبيات إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، ينظر ذيل اللآلي في السمط: ١٠٣) . (٥٤) وهو رأي الكوفيين. ينظر: الانصاف ٧٨٨ شرح الشافية ١ / ٦٢. (٥٥) غريب الحديث لابن قتيبة ١ / ٢٦٥. (٥٦) ساقطة من سائر النسخ.
1 / 187