الزاهر في معاني كلمات الناس
محقق
د. حاتم صالح الضامن
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ -١٩٩٢
مكان النشر
بيروت
وقال قوم: المبتهل: الداعي، والابتهال: الدعاء. واحتجوا بقول الله ﷿: ﴿ثُمَّ نبتهلْ فنجعلْ لعنةَ اللهِ على الكاذبينَ﴾ (١٥٧)، معناه: ثم نلتَعِن، ويدعو بعضنا على بعض. قال لبيد (١٥٨):
(في قُرومٍ سادةٍ من قومِهِ ... نَظَرَ الدهرُ إليهم فابتَهَلْ)
أراد: فدعا عليهم. وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي:
(لا يتأرَّوْنَ في المضيقِ وإنْ ... نادى مُنادٍ كي ينزلوا (١٥٩) نزلوا)
(لا بُدَّ في كَرَّةِ الفوارسِ أنْ ... يُتْرَكَ في مَعْرَكٍ (١٦٠) لهم بطلُ) (٤٨ / ب)
(مُنْعَفِرَ الوجهِ فيه جائفةٌ ... كما أكبَّ الصلاةَ مُبْتَهِلُ) (١٦١)
أراد: كما أكب في الصلاة مسبح. (٢٢٠)
٨٤ - وقولهم: رجلٌ تَقِيٌّ
(١٦٢)
قال أبو بكر: معناه في كلامهم: مُوَقّ نفسه من العذاب بالعمل الصالح. وأصله من: وقيت نفسي أقيها. قال النحويون: الأصل فيه: وقُويٌ، فأبدلوا من الواو الأولى تاء، لقرب مخرجها منها؛ [كما قالوا: مُتَّزر، وأصله: مُوْتَزِر (١٦٣)، فأبدلوا من الواو تاء، لقر مخرجها منها] . قال جرير (١٦٤):
(١٥٧) آل عمران ٦١. (١٥٨) ديوانه ١٩٧. وفي ك: من قومهم. (١٥٩) ك: ينزلون. وتأرى في المكان: أقام فيه. (١٦٠) من سائر النسخ وفي الأصل: معزل. (١٦١) الأبيات لعدي بن زيد في ديوانه ٩٨. ونسب الأول إلى الأسود بن يعفر وإلى النمر بن تولب. (ينظر ديوان الأسود ٦٨ وشعر النمر ١٢٧) . (١٦٢) اللسان والتاج (وقي) . (١٦٣) ك: متزن ... موتزن. (١٦٤) ديوانه ١٨٧. وقد سلف الأول منهما ص: ١٦٨.
1 / 122