باب العيدين١
روى٢: "ان النبي ﷺ لبس يوم العيد برد حبرة" وليس حبرة موضعا أو شيئا معلوما انما هو وشى معلوم كقولك ثوب قرمز والقرمز صبغة فأضيف إلى وشيه كما اضيف الاخر إلى صبغة. وعيد الاضحى اضيف إلى الاضاحي وذلك انه يقال للاضحية اضحاة وجمعها اضحى ومن قال ضحيه جمعها ضحايا وايام التشريق سميت بها لتشريقهم لحوم الاضاحي في الشرقه٣ وهو تشريرها في الشمس لتجف ويقال تشريقها: تقطيعها وتشريحها ومنه قيل للشاه المشقوقة الاذنين باثنين شرقاء ويقال: بل التشريق صلاة العيد سميت تشريقا لبروز الناس إلى المشرق وهومصلى الناس في العيدين قال أبو ذؤيب:
حتى كأني للحوادث مروة٤ ... يصفا المشرق كل يوم تقرع٥
_________
١- أي في صلاة العيدين.
٢- مختصر المزنى "١ / ١٥١".
٣- الشرقة: الشمس.
٤- غي الأصل: "فروة" وهو تحريف.
٥- البيت في "ديوان الهذليين" وشرحه للسكري "١ / ٩" وجمهرة أشعار العرب "ص ٣١٤" والمفضليات "٢ / ٢٢١" المقاصد النحوية "٣ / ٤٩٤ – هامش الخزانة" وشرح شواهد المغنى "١ / ٢٦٣" والشعر والشعراء "٢ / ٤٥٢" والحماسة البصرية - ص ٩٥" ومعاهد التنصيص "٢ / ١٦٤" واللسان [شرق] والطبري "٢ / ٢٦" وغيرها كثير والبيت من قصيدته البديعة في رثاء أولاده يقول: إن المصائب المتتباعة تركته كهذه الصخرة التي وصفها والشرق: المصلي بمنى.
1 / 83