49

الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي

محقق

مسعد عبد الحميد السعدني

الناشر

دار الطلائع

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر١ وقيل معنى قوله: "السلام عليك" أي سلم الله عليك تسليما وسلاما ومن سلم الله تعالى عليه فقد سلم من الآفات كلها. وقوله: "أشهد أن لا اله الا الله" قال أبو بكر بن الأنباري: اشهد ها هنا أعلم وأبين أن لا إله إلا الله ونحو ذلك وقال أبو عبيده في قوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ ٢ معناه بين الله وأعلم الله. وقوله: "أن محمدا٣ عبد ورسوله" أي أعلم وأبين أن محمد عبد الله وأنه رسوله والرسول الذي يتابع أخبار من بعثه، أخذ من قولهم جاءت الابل رسلا أي: متتابعه. فأما الصلاة على النبي ﷺ فإنها رحمة من الله ﷿ والصلاة من العباد تضرع ودعاء وهي من الملائكه استغفار. وقوله: "وعلى آل محمد" قال بعضهم: آل محمد عترته الذين ينتسبون إليه ﷺ وهم أولاد فاطمة عليها وعليهم السلام وقال الشافعي:

١- البيت في "ديوانه" القصيدة رقم "١٢١" البيت السادس ومجاز القرآن "١/١٦" والطبري "١/٤٠" والقرطبي "١/١٤٥ - طبعة دار الغد" والوحشيات لأبي تمام "ص ١٥٤ برقم ٢٤٨" وتأويل مشكل القران "ص ٢١٥" واللسان [عذر] وغيرها كثير وهو بلا مسبة في "آمالي الزجاجي" "ص ٦٣" وعجزه في" رسالة في إعجاز الأبيات" للمبرد "١/١٦٧". والشعر يقوله لابنتيه إذ قال: تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر! ثم أمرهما بأمره فقال قبل بيتنا هذا: فقوما فقولا بالذي قد علمتنا ... ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر وقولا: هو المرء الذي لا خليله ... أضاع، ولا خان الصديق، ولا غدر إلى الحول...................... ... ............................... فقوله: "إلى الحول" أي فعلا إلى أن يحول الحول والحول: السنة الكاملة بأسرها وقوله: "اعتذر" هنا بمعنى أعذر: أي بلغ أقصى الغاية في العذر. ٢- سورة آل عمران الآية ١٨. ٣- هكذا رسمت في الأصل بغير ألف جائز وانظر: "شرح ابن يعيش على المفصل" "٩/٦٩ - ٧٠" والرسالة للشافعي "ص ٥٩ برقم ١٩٨" وهامشه للعلامة أحمد شاكر.

1 / 65