فقيل: للتكبير تحريم لمنعه المصلى عن كل شيء غير عمل الصلاة وما فيها من الذكر والقرآن.
وقال أبو زيد: أحرمت الرجل وإذا قمرته وحرم يحرم حرما إذا قمر لأنه منع ما يكون له به الفلج والفوز واحرم الرجل إذا اكبر للصلاه فصار بالتكبير لها مع النيه داخلا فيما منع منه مما كان مباحا له قبل ذلك.
وقوله بعد التكبير: ﴿وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ ١ أي: أقبلت بوجهي إلى الله الذي فطر السموات والارض أي ابتداء خلقهما على غير مثال تقدمهما.
وقوله: "حنيفا"٢ أي: مستقيما وانتصابه على الحال كاني قلت: وجهت وجهي لله في حال حنيفتي وروى أبو العباس عن ابن نجده عن ابي زيد٣ انه قال: الحنيف المستقيم وأنشد:
تعلم أن سيهديكم الينا ... طريق لا يجور بكم حنيف٤
أي طريق مستقيم وقال أبو اسحاق الزجاج النحوي: سمى الله ﷿ خليله ابراهيم ﷺ حنيفا لأنه حنف إلى الله ﷿ أي مال إلى الله قال: الحنف في الرجل أن تميل القدمان كل واحدة منهما إلى أختها بأصابعها.
وقوله: ﴿إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ﴾ ٥، فالصلاة اسم جامع للتكبير والقراءة والركوع والسجود والدعاء والتشهد والثناء على الله ﷿.
والنسك: العبادة، والناسك: العابد الذي يخلص عبادة الله ولا يشرك به، وأصله من النسكة وهي البقرة المذئبة المصقلة من كل خلط.
_________
١- سورة الأنعام الآية ٧٩.
٢- رواه مسلم في صحيحه "١/٧٧١" كتاب صلاة المسافرين وقصرها – باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه.
٣- في المخطوط: "أبي زيد" وهو تحريف والنص في "اللسان" [حنف] .
٤- البيت في "اللسان" [حنف] بلا نسبة.
٥- سورة الأنعام الآية ١٦٢.
1 / 61