يمشون حول مكدمه قد كدحت ... متنيه حمل حناتم وقلال١
واحدها: الحنتم وهو الجره الكبيره ذات عروتين ينتبذ فيها يعنى به الاعيان يمشين حول الحمار الذي يحمل الماء والقلال جمع قلة. وفي صفه الجنه: "ونبقها مثل قلال هجر" والنبق ثمر السدر يشبه العناب وهو الطف منه قليلا واشد صفرة.
وذكر٢ حديث بئر بضاعه انها كانت تطرح فيها المحايض وما ينجى الناس. أراد بالمحايض خرق المحيض وأراد بقوله: ما ينجى الناس أي يلقونه من الخرق يقال انجى الرجل إذا تغوط والعذرة٣ تسمى نجوا فإذا ازال النجو عن مقعدته قيل استنجى استنجاء.
وروى٤ عن ابن عباس انه قال: أربع لا يجنبن فذكر الماء والارض والثوب والانسان ومعناه أن الجنب إذا مس ماء أو ارضا أو ثوبا أو باشر انسانا بيده لم ينجس شيء من هذه الاشياء لان الجنب وان امر بالاغتسال فهو طاهر وإنما تعبد بالاغتسال للجنابة تعبدا لا لنجاسة حلت به.
قال٥: "وان وقع في الماء مثل العنبر أو العود أو الدهن الطيب فلا بأس به لأنه ليس مخوضا به". ومعنى المخوض به أن يداف فيه يقال: دفت
_________
١- البيت في "ديوان الأخطل" ص ٢٦٠ من قصيدة يمدح فيها عكرمة الفياض، وأولها
لمن الديار بحايل فوعان
درست وغيرهما سنون خوال
والبيت في اللسان [قلل] منسوبا إليه، وفي مادة [كدح] غير منسوب والمكدم: المجروح. وفي الديوان:
....... قد سحجت
...................
بدلا من:........ قد كدحت. وكلاهما بمعنى واحد.
٢- انظر: "مختصر المزنى" ١/٤٥.
٣- على هامش المخطوطة: العذر.
٤- انظر السابق ١/٤٦.
٥- السابق ١/٤٧.
1 / 41