أفكم مهجة من زفرة الشوق في لظى
وكم مقلة من غزرة الدمع في دجن
وما كنت جربت النوى قبل هذه
فلما دهتني كدت أقضي من الحزن
ولكنني راجعت حلمي وردني
إلى الحزم رأي لا يحوم على أفن
ولولا بنيات وشيب عواطل
لما قرعت نفسي على فائت سني
وتعاقبت السنون على عرابي وزملائه في منفاهم بتلك الجزيرة النائية ... فضاقت صدورهم لطول الغربة، وعدم العمل إطلاقا، ورداءة المناخ، وافتقارهم لمن يعطف عليهم أو يسأل عنهم، فساءت لذلك حالتهم المعنوية، ووقع الخصام بينهم ... وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون ... وبدأ الخصام أول ما وقع بين عرابي وطلبة وعبد العال.
وفي سنة 1890 انتقل محمود باشا سامي البارودي بعائلته، بعد أن تزوج من كريمة يعقوب سامي باشا إلى مدينة «كندي» التي تبعد 74 ميلا عن كولومبو، وترك عرابي وبقية زملائه بكولومبو متنافرين متخاصمين، وتبعه يعقوب سامي باشا وقطن كندي ... وكذلك فعل طلبة باشا عصمت، وفي سنة 1892 انتقل إليها عرابي ثم علي باشا فهمي. (2) مصير عرابي وزملائه
صفحة غير معروفة