عزيزي نائب القنصل الجنرال
تسلمت خطابكم المؤرخ في 10 الجاري الذي شرفتموني بإرساله إلي، ويمكنني أن أؤكد لكم أني بذلت كل جهدي في القيام بالمهمة التي تفضل جلالة السلطان وعهد بها إلي.
ولقد عز علي أن أدرك السبب الذي من أجله انساق الأسطول الإنكليزي فجأة منذ أمس إلى إبداء هذه النيات العدوانية بعد أن لبث مدة مديدة، ملقيا مراسيه في ميناء الإسكندرية لم يظهر في خلالها إلا أميالا سلمية.
إن العلائق الودية بين السلطنة العثمانية وبريطانيا العظمى ما زالت باقية. وحيث إن مصر هي إحدى ولايات السلطنة، فكان في استطاعة جناب الأميرال أن يعرض أولا وجوه شكايته التي استوجبت التدابير التي اتخذها، بطريقة ودية. وكان في الإمكان مراجعتها والنظر في وسيلة لملافاة الشر. ومتى ظهر مرتكبو الأعمال التي أوجبت الشكوى يكن في الاستطاعة إنزال العقاب بهم.
ويبدو لي أننا لو تصرفنا بهذه الطريقة لكان الأمر قد آل إلى توطيد العلائق الودية بين المملكتين عوضا عن الانسياق في تيار العدوان.
ولقد أتاحت الفرصة لسعادة راغب باشا ولوكيل نظارة البحرية أن يؤكد لكم وللأميرال أنه لم يخطر ببال الحكومة المصرية أن تعمل أي عمل يكدر صفو هذه العلائق الحسنة.
ومن المهم البحث عمن تقع عليه المسئولية إذا كان جواب تصريحات حكومة متشبعة بروح المحبة وحسن النية قد قدمت كل الوعود والتأكيدات الضرورية، هو القيام بأعمال عدوانية لا تستند إلى المبادئ التي تسود العلائق بين دولتين متحابتين.
أما التنبيه الذي وجهتموه إلي أن أكفل بكل ما لدي من الوسائل سلامة سمو الخديو فيجب علي أن ألفت أنظاركم إلى أنه ليس من الصواب إيجاد تمييز بين شخصية سمو الخديو توفيق باشا السامية وحكومته. وإنه لمن الطبيعي جدا أن سموه ما زال يعنى بسلامة وهناء البلاد التي يحكمها أكثر مما يعنى بسلامة شخصه.
وتفضلوا بقبول ... إلخ.
مندوب جلالة السلطان
صفحة غير معروفة