والسحرة الأقدمون هم المشعوذون.
والسحرة المحدثون هم «الكهنة» النفسانيون.
وكلهم يقولون: إنك تروض الكابوس إذا عرفت اسمه، ووعيت طلسمه، وأحسنت نداءه، ولم تجهل دعواه ودعاءه.
وقد يعرف القارئ اسم الكابوس فيضحك، وقد يكون الضحك من اسم الكابوس أول علامات الشفاء وآخر علامات الداء.
إنهم يسمونه في لغات الغرب بالساحر الراكب أو العفريت الذي يدوس، ويجعلونه مرادفا لكلمة التفريخ أو واللقاح، ويحسبونه من العفاريت التي تغرم بالنساء ولا تتعرض للرجال إلا من قبيل الخطأ أو خبط عشواء.
وكانوا يسمونه فرس الليل، ويشيرون به إلى الركوب والجماح، ويضمنونه من المعاني ما يباح وما لا يباح.
ومن فخر اللغة العربية أن اسم الكابوس فيها أصح الأسماء، وأنه لا يتجاوز الواقع إلى هراء كذلك الهراء.
وقد يضحك القارئ من تفسيرات الكابوس كما يضحك من أسمائه، ومن علاقاته بضحاياه ونسائه.
فالحق أن القوم في الغرب قد أمعنوا في تفسيره، وتوسعوا في أوصافه وتعليل أسبابه وأصنافه، وبلغ في عملهم به أنهم استطاعوا توليد الكابوس بالوسائل الصناعية، وأمكنهم أن يسلطوا تيار الكهرباء على مراكز الدماغ فيخلقوا فيها الكوابيس على أشكال وألوان، والعينان مفتوحتان!
والحق أنهم سبقوا الفيلسوف صاحب الكوابيس إلى علاج أبطال القصص والروايات، ومنهم هملت الذي كان يحسب الموت كالنوم، ويخاف من الموت أن تتخلله الأحلام المزعجات.
صفحة غير معروفة