القناطر
في انتظار صدور الأحكام. وبعد عدة شهور مثلت مرة أخرى أمام المحكمة العسكرية لأسمع الحكم علي بسبع سنوات مع الأشغال الشاقة. وبعد قليل نقلنا إلى سجن
الواحات .
تجمعنا في الزنازين الواسعة التي لا يقل عدد أفراد الواحدة منها عن أربعة عشر نزيلا. وصارت مثل المختبر العلمي للسلوك البشري ولقصص الحياة؛ فقد ضمت بين نزلائها صحفيين وعمالا وكتابا وأساتذة جامعات ومزارعين وطلابا ونوبيين وفلسطينيين أيضا. وداخلها جرى صراع حاد بين التيارات السياسية وبين التكوينات الشخصية على اختلاف مميزاتها. •••
اعتمدنا لفترة طويلة في تزجية الوقت على الألعاب الجماعية التي تتناول موضوعات ثقافية متنوعة وعلى ذكريات ونوادر الحكائين. وكان البعض يتمتعون بذاكرة قوية ويجيدون سرد قراءاتهم مثل
جمال غالي . وكان
صلاح حافظ
يعشق
أم كلثوم
ويجيد ترديد أغانيها. وصار الاثنان نجمين تتنافس الزنازين على استقبالهما ويتم تهريبهما من واحدة إلى أخرى لقضاء أمسية يمارسان خلالها موهبتهما.
صفحة غير معروفة