أم فايقة
ورمز الشكولاتة. أجمل شيء أن هذه الرواية تمضي في اتساق مع خطتي عن هذه الفترة. إنني عازم على إنهاء رواية «العنكبوت» بعد هذه الرواية. و«الشكولاتة» تتناول الفترة التي لا مكان لها في «العنكبوت» أو «
خليل بيه
يموت» أو «الحلم».
أشعر أنني أكتب شيئا مختلفا تماما عن «العنكبوت» لا أدري كيف؛ فلا يوجد البناء المعين (المقيد؟) أو التوتر العنيف في «العنكبوت». إني أكتب الآن بنوع من الحزن الخفيف والحنين الدافق، ولا أبحث عن مواقف أو قمم وإنما أحاول أن أترك نفسي تنساب. وأشعر أني من زمن أريد أن أكتب هكذا، ولكن ليس معنى هذا أن هذا هو هدفي؛ فأنا أعتقد أن الموضوع نفسه لم يكن ليصور إلا هكذا. وربما كان الأمر نوعا من الراحة أعود بعدها إلى ذلك التوتر الذي يحكم الرواية الأولى. ⋆
هل القضية في الفن قضية شكل. أيمكن القول إن الفن شكل أساسا. وليس معنى ذلك أننا ضد المضمون؛ فالشكل من غير مضمون لا معنى له (اللوحة التجريدية يكمن مضمونها في مجموعة الأحاسيس التي يمكن أن تثيرها مساحات متناسقة من الألوان في النفس). الفنان عندما ينتج لا تحركه أولا فكرة محددة وإنما تثيره أشكال وأساليب وفي خلال معالجتها يبثها الروح أي المضمون (وقد يحدث العكس) في المجتمعات المتخلفة أو عندما يوضع الفن في متناول الجماهير بشكل واسع في مرحلة تكون فيها متخلفة ثقافيا (
روسيا
عند الثورة) يكون الأسلوب المباشر ضروريا ومنطقيا. وعندما يرتفع المستوى الثقافي أو تتعقد الحياة أكثر ويزداد التطور الفكري تصبح الحاجة ملحة إلى مزيد من العمق، إلى أساليب وأشكال جديدة، إلى ارتباطات أكثر تنوعا وعمقا بين عناصر الإبداع في كل فن (في القصة الذكريات والتجربة والرمز والأسلوب والوعي العلمي). ⋆
إذا أردت أن أصف صورة أختي عندما كانت صغيرة وساذجة ومتفتحة ويمكن أن يصنع منها شيء كبير، وترتدي فستانا بمبيا بنقط بيضاء يبدو منه بروز خفيف جدا في صدرها وعرق عند حافة الفستان فوق كتفها، فهل يمكن للكلمات أن تنجح في وصفها ونقل الإحساس الذي يحفر في صدري؟ السينما تستطيع ذلك بشكل أحسن. وعند هذا لا بد من البحث عن طريقة ما غير الصورة الفوتوغرافية الدقيقة لعكس الإحساس المطلوب بالكلمات. ⋆
12 ساعة في حياة راهب مسكين: (1)
صفحة غير معروفة