في هذه القصة؛ فبعد أن كان المتمرن القديم يرى شعاره هو «المس وامض»، أصبح شعار «المعلم» والمحنك «توقف وتأمل». لم تمت خصائصه الأولى غير أنه تخطاها بعيدا، فمثلا الإيحاء - وهو المبدأ الذي يتطلب من القارئ أن يلبس الحقيقة العارية من نسيج خياله - لم يضح به بل تعداه إلى مبدأ «الخزن» أي أصبح يخزن في تضاعيف القطعة الأدبية كثيرا مما كان يحذفه من قبل في سبيل الاقتصار على الإيحاء ... فالتوقف عند الماضي والتأمل فيه - أو اختراعه - لترى العين مدى دلالته على الحاضر - هو انتقال حققه «
هيمنجواي » في دور النضج؛ أي تنازلت لديه الرغبة في النقل عن مكانها للرغبة في الاختراع، دون التضحية بالأولى من أجل الثانية. من قبل كانت مجالات النظر في الماضي لديه محدودة، أما في دور النضج فقد أصبح «سلاح» الزمن الماضي كله مسلطا على الزمن الحاضر، وهذا من خصائص الفن الملحمي أيضا . - من خطابه إلى لجنة جائزة
نوبل
في
1954 : «إن الكتابة في خير أحوالها عيش في الوحدة، أما منظمات الكتاب فتخفف عليهم وحدتهم ولكني أشك في أنها تحسن كتابتهم؛ فالكاتب يرتفع نجمه بين الجمهور لكنه يتخلى عن وحدته وينحط إنتاجه؛ لأنه لا بد له من الوحدة. وإذا كان كاتبا مجيدا فعليه أن يواجه الخلود أو فقده كل يوم. وكل كتاب لدى صاحبه يجب أن يكون بدءا جديدا حيث يحاول أن يحقق شيئا يعسر على التحقيق. وعليه دائما أن يجرب شيئا لم يكن، أو جربه غيره وأخفق فيه، وقد يسعفه الحظ أحيانا على النجاح. ما أبسط الكتابة لو كان كل كاتب يعيد ما كتب من قبل على نحو جديد. ولما كان لدينا كتاب مجيدون في الماضي فلا بد للكاتب الحديث من أن يبعد موغلا حيث يستطيع أن يبلغ وحيث لا يكون ثمة من يعينه.» ⋆
قال
إليوت
للشاعر الأمريكي
دونالد هول
في عام
صفحة غير معروفة