الجمعة
لقد أخذت تتوسل إلي أن أكف عن الذهاب إلى الشلالات. وما الضرر في هذا؟! إنها تقول إن ذلك يجعلها ترتعد فرقا، لماذا يا ترى؟! لقد اعتدت ذلك منذ زمن بعيد؛ فإنني أحب القفز في الماء لأرطب جسدي، وأظن أن الشلالات خلقت لهذا؛ إذ ليس لها فائدة أخرى، ولكنها قالت إنها خلقت للفرجة فقط؛ مثل وحيد القرن والفيل.
لقد قفزت من فوق الشلالات داخل برميل، فلم يرضها ذلك، فقفزت من فوقها داخل «قصعة» فلم يرضها ذلك، وسبحت عبر الدوامة والشلالات في ملابس للاستحمام مصنوعة كلها من ورق التوت، فتلفت الملابس، وبدأت أسمع منها شكاوى عن إسرافي، إنني أحس هنا بالضيق.
السبت
لقد هربت ليلة الثلاثاء الماضي وسرت على قدمي مدة يومين، وبنيت لي مخبأ آخر في مكان منعزل، وأخفيت آثار أقدامي بقدر ما أستطيع، ولكنها اقتفت أثري بأن استخدمت حيوانا استأنسته وأسمته الذئب، وجاءت هي الأخرى تصدر صوتا يدعو إلى الإشفاق، وأخذت تذرف الماء من الفتحتين اللتين تنظر منهما، فاضطررت أن أعود معها، ولكني عازم على الهرب مرة أخرى عند سنوح الفرصة.
إنها تشغل نفسها بأشياء كثيرة تافهة، فهي تحاول أن تدرس أسباب إقبال الحيوانات المسماة بالسباع والنمور على أكل الحشيش والأزهار، في حين أنها - على حد قولها - ذات أسنان يدل شكلها على أنها خلقت لكي تأكل هذه الحيوانات بعضها بعضا ... إن هذا شيء سخيف حقا؛ لأنها إن فعلت هذا فإن معناه أن هذه الحيوانات سيقضي بعضها على بعض، وسيعقب ذلك ما يسمى «بالموت» ... ولقد قيل لي إن الموت لم يدخل المتنزه بعد ... وهذا ما يدعو للأسف لبعض الأسباب!
الاثنين
إنني أعتقد أنني فهمت لماذا خلق الأسبوع! نعم؛ إنه وجد لكي يعطينا وقتا تستريح فيه من الضيق الذي نحس به يوم الأحد ... يبدو أن هذه فكرة طيبة. ها هي ذي قد عادت مرة أخرى تحاول أن تتسلق تلك الشجرة. لقد جذبتها إلى الأرض، إنها تقول إنه ليس هناك من يراقبها، كأن في ذلك تبريرا كافيا لكي تقوم بهذه المغامرة، لقد قلت لها ذلك، ولقد أثارت كلمة «تبرير» إعجابها، وغيرتها أيضا، إنها كلمة فخمة!
الثلاثاء
لقد أخبرتني أنها خلقت من ضلع أخذت من جسمي ... هذا يدعو إلى الشك؛ ذلك لأنني لم أفقد ضلعا واحدا من أضلعي ... إنها قلقة جدا على الصقر؛ فإن الحشيش لا يوافقه كغذاء، وهي تخشى ألا تستطيع تربيته، فهي تعتقد أنه يتغذى بالأسماك الميتة. قلت لها إن الصقر يجب أن يعتاد ما يجده أمامه، وإننا يجب ألا نقلب نظام الكون لكي نوفر للصقر طعامه!
صفحة غير معروفة