يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر

الثعالبي ت. 429 هجري
128

يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر

محقق

د. مفيد محمد قميحة

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ ١٩٨٣ م

مكان النشر

بيروت/لبنان

(أُبِيح مَالا عَظِيما ... حَتَّى أَبَاحَ قَفاهُ) (يَا سائلي عَن غناهُ ... من ذَاك كَانَ غناهُ) (إِن كَانَ ذَاك نَبيا ... فالجاثليق إِلَه) // من المجتث // ثمَّ إِن أَبَا الطّيب المتنبي اتخذ اللَّيْل جملا وَفَارق بَغْدَاد مُتَوَجها إِلَى حَضْرَة أبي الْفضل بن العميد مراغما للمهلبي الْوَزير فورد أرجان وَأحمد مورده فيحكى أَن الصاحب أَبَا الْقَاسِم طمع فِي زِيَارَة المتنبي إِيَّاه بأصبهان وإجرائه مجْرى مقصوديه من رُؤَسَاء الزَّمَان وَهُوَ إِذْ ذَاك شَاب وحاله حويلة وَلم يكن استوزر بعد وَكتب إِلَيْهِ يلاطفه فِي استدعائه وتضمن لَهُ مشاطرته جَمِيع مَاله فَلم يقم لَهُ المتنبي وزنا وَلم يجبهُ عَن كِتَابه وَلَا إِلَى مُرَاده وَقصد حَضْرَة عضد الدولة بشيراز فأسفرت سفرته عَن بُلُوغ الأمنية وورود مشرع الْمنية واتخذه الصاحب غَرضا يرشقه بسهام الوقيعة ويتتبع عَلَيْهِ سقطاته فِي شعره وهفواته وينعي عَلَيْهِ سيئاته وَهُوَ أعرف النَّاس بحسناته وأحفظهم لَهَا وَأَكْثَرهم اسْتِعْمَالا إِيَّاهَا وتمثلا بهَا فِي محاضراته ومكاتباته وَكَانَ مثله مَعَه كَمَا قَالَ الشَّاعِر (شتمت من يَشْتمنِي مغالطا ... لأصرف العاذل عَن لجاجته) فَقَالَ لما وَقع الْبَزَّاز فِي الثَّوْب ... علمنَا أَنه من حَاجته) // من الرجز وكما قَالَ الآخر (وذموا لنا الدُّنْيَا وهم يرضعونها ... وَلم أر كالدنيا تذم وتحلب) // من الطَّوِيل // وكما قَالَ الآخر

1 / 152