ولو كانت العربية لغة مقدسة لكان الدين الإسلامي للعرب وحدهم وللذين يجيدون لغة الضاد دون غيرهم من البشر. وهذا يناقض صلب الدين الإسلامي الحنيف. ولو كانت العربية مقدسة فإن من لا يفهمها لا يكون مسلما كامل الإسلام والإيمان.
وهذه الفرضية تخرج من زمرة المسلمين الغالبية العظمى من الشعوب الإسلامية، كما أنها إجحاف لمئات الملايين من المسلمين الذين لا يجيدون العربية.
فقد دخل الإسلام، في حياة الرسول
صلى الله عليه وسلم ، أناس لا يعرفون العربية فتقبلهم النبي دون أن يثير مشكلة اللغة وعجزهم عن فهمها، بل إن الرسول
صلى الله عليه وسلم
كان يعتبر هؤلاء مسلمين على درجة متساوية مع العرب الناطقين بالضاد. ويقول الحديث: «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.» ولم يقل بالنسب أو العرق أو بمعرفة اللغة. ولو كان الرسول
صلى الله عليه وسلم
يرى في العربية لغة مقدسة منزلة من السماء لكان من المنطقي أن يعتبر من يتحدث لغة أخرى كافرا وعاصيا لأوامر الله، ولكان العربي في هذه الحالة فوق كل البشر لأنه يتحدث اللغة المقدسة.
ولو كان صحيحا ما يقذف به البعض في وجوهنا من قدسية اللغة العربية لرفض رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وهو أدرى بمشيئة الخالق، أن تترجم معاني القرآن إلى أي لغة أخرى. وهناك رواية معروفة تناقض ذلك حول سؤال سلمان الفارسي عن أبناء جنسه الذين لا يفهمون العربية: هل يترجم لهم القرآن أم لا. وكان سلمان متحرجا من ذلك فاستفتى الرسول
صفحة غير معروفة