ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

Ibn Hanash ت. 719 هجري
95

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

تصانيف

والثاني: في الدليل على صحة ما ذهبنا إليه، وفساد ماذهب إليه المخالف.

والثالث: في بيان محله.

والرابع: في وجه اشتراطه في توليد النظر للعلم.

أما الموضع الأول: وهو في معنى العقل وحكاية المذهب وذكر الخلاف فمعناه في أصل اللغة: هو المنع، ومنه سمي العقل معقلا لما كان يمنع، وسمي عقال البعير عقالا لما كان يمنعه من الذهاب، وقد قيل سميت الزكاة عقالا من هذا الباب؛ لأنه المؤدي لها يمنع بذلك دمه وماله، ويدخل في جملة المسلمين، وقد قيل إن تسمية الدية عقلا من هذا الباب؛ لأن القاتل يحصن دمه بأدائها ويمتنع بذلك، وسميت العاقلة من هذا الباب؛ لأنهم يحملون بالعقل وهو الدية، وقيل إن الحول سمي عقالا، قال الشاعر:

سبعا عقالا فلم تترك لنا شددا ... فكيف لو قد سعا عمرو عقالين

وأما في الاصطلاح: فهو العلوم الضرورية التي تصح بوجوب التكليف على من اختص بها على بعض الوجوه.

قلنا: هو العلوم؛ لأن العقل عندنا المرجع به إلى علوم بخصوصه كما سيأتي في حكاية المذهب.

وقلنا: الضرورية؛ لأن العلوم المكتسبة لا تعد من علوم العقل، وقلنا: يصح بوجه التكليف على من اختص بها احتراز ممن لم يختص بها نحو المجانين والصبيان وأن التكليف لا يصح بوجهه عليهم بحال من الأحوال.

وقلنا: على بعض الوجوه احترازا من الملجأ نحو المختص وأهل [53أ] الآخرة فإنهم عقلاء لكنهم ليسوا بمكلفين؛ لأنهم قد صاروا ملجئين بما هم فيه وإنا سمينا هذه العلوم عقلا؛ لأنها تمنع من اختص بها من الإقدام على القبائح ويزجره عن ذلك، وقد قيل في حقيقة العقل: إنها هي العلوم الضرورية التي يصح اكتساب العلم بالنظر ممن اختص بها على بعض الوجوه.

واحترزنا بقولنا على بعض الوجوه من أن ينظر لا على الوجه الصحيح.

وأما حكاية المذهب وذكر الخلاف فمذهبنا أن العقل مجموع علوم عشرة، والخلاف في ذلك مع المطرفية، والفلاسفة.

أما المطرفية فإنهم قالوا: إنه القلب.

صفحة ٩٦