ثم إنه من المعلوم أن الكتاب الجامع للأوامر الإلهية، والآلة الموضوعة للتعامل بالسوية، إنما يحفظ العام على اتباعهما، ويضطر العالم إلى التزام أحكامهما بالسيف الذي هو حجة الله تعالى على من جحد وعند، ونزع عن صفقة الجماعة اليد، وهو بارق سطوته، وشهاب نقمته، وجذوة عقابه، وعذبة عذابه «10»، فهذا السيف هو الحديد، الذي وصفه الله بالبأس الشديد، فجمع بالقول الوجيز معاني كثيرة الشعوب «11»، متدانية الجنوب، محكمة المطالع، مقومة المبادى ء «1» والمقاطع «2»، فظهر «3» بهذا التأويل معنى الآية، وبان أن السلطان خليفة الله في أرضه على خلقه، [5 ب] وأمينه على رعاية حقه، بما قلده من سيفه، ومكن له في أرضه، وأحق الولاة بأن يكون شريفا نبيها، وعند الله تعالى كريما وجيها، من كانت عنايته بنصرة الدين، وحماية بيضة الإسلام والمسلمين، أوفر وأوفى، ومجاهدته لأعداء الله المارقين عن شرائعه، الماردين دون حدوده وفرائضه، بنفسه وماله، ورهطه ورجاله أشرح للصدور وأشفى.
صفحة ٩