فتوغل بلاد الهند متوكلا على الله الذي هداه بنوره، وقضى له بالعز في مقدوره، وبالنجح في تصاريف أموره، حتى انتهى إلى مدينة پرشور «4»، فخيم بظاهرها. وبلغه اجتراء عدو الله چيبال «5» ملك الهند على لقائه، واستعجاله القضاء بمجاورة فنائه، فاستعرض الخيول من أبناء جريدته، وسائر الغزاة المطوعة «6» في جملته. واختار للجهاد خمسة عشر ألف عنان من أعيان «7» الرجال، وقروم الأبطال. وحظر أن يختلط بهم من رده الاختيار، وبهرجة الانتقاد، حتى إذا خلص عددهم على الانتخاب، و[113 ب] اجتلاهم كجنان «8» الصرائم «9» أو أسود الغاب. دلف بهم إلى قتال الهجين اللعين بقلوب كالهضاب ثابتة، وفروع صبر «10» على دوح الإخلاص نابتة. وأقبل الكافر الفاجر في اثني «11» عشر ألف فارس، وثلاثين ألف راجل، وثلثمائة فيل تئن الأرض من وطء أطرافها، وتخف «1» من ثقل أخفافها، حتى أناخ قبالة السلطان متطاولا «2» بعدده، ومطاولا بقوة باعه ويده، يظن أن كثرة الجموع تطوي كتاب الله طيا، وتغني من أمر الله شيئا، ولو درس الجاهل كتاب الله، لقرأ: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله [والله مع الصابرين] «3» «4».
صفحة ٢٠٨