ثم طالبه بتصحيح المال حتى أداه، وارتهن به بعض رضاه، فكانت الحال بينهما [من بعد] «10» قائمة على جملة المسالمة، إلى أن حدث من أمر أبي علي بن سيمجور في الجولة التي اتفقت له بباب نيسابور، وما تقدم «1» شرحه، فأظهر تقربا إلى ناصر الدين بمساعدته على خصمه، ومرافدته بنفسه، وسائر أهل جملته، امتنانا عليه بظاهر المظاهرة «2»، وإضمارا للتشفي من أبي علي بمعونته الحاضرة، وقوته الباهرة، إذ كان قد وتره بقصد حصاره، وغزوه [110 أ] في عقر داره، واقتساره بسيوف أنصاره.
وصحبه «3» إلى بوشنج في جميع أشياعه وأتباعه، ثم خلفه بها ناصر الدين سبكتكين صيانة له عن كلفة السفر، وإبقاء عليه من خطة الخطر. وسار إلى طوس، لمواقعة «4» أبي علي، وطلب الثأر المنيم «5» عنده، حتى إذا طرده، ونفض عن شغل تلك الحرب يده، رد إلى خلف بن أحمد أصحابه مثقلين بالنعم الباهرة، وموشحين بالخلع الفاخرة، تقدمهم المراكب والجنائب، وتردفهم النجائب والرغائب.
فعادوا فأثنوا بالذي كان أهله ... ولو سكتوا أثنت عليه الحقائب
فصفت لذلك شريعة الحال بينهما عن قذى المواراة، وتجلت عن عرمض «6» المدامجة والمداجاة «7»، إلى أن عبر الأمير ناصر الدين سبكتكين «8» النهر إلى ما ورائه، لمدافعة أيلك الخان عن ولاية الرضا برفق المناصحة، أو خرق المكافحة. ثم اقتضته صورة الحال مسامحته ببعض تلك البلاد، على أن يسلم له سائرها، ويأمن عنت العيث باديها وحاضرها.
صفحة ٢٠٢