وهو يغار من الآلهة الآخرين: «فإنك لا تسجد لإله آخر؛ لأن الرب اسمه غيور، إله غيور هو»
143 (خروج 34: 14).
ويغار من مخلوقاته؛ فقد طرد آدم من جنة عدن لأنه هدي النجدين
144
وميز بين السبيلين سبيل الخير، وسبيل الشر عندما أكل من ثمار شجرة معرفة الخير والشر، وكانت المعرفة بهما حتى ذلك العهد مما انفرد به الآلهة دون البشر: «وقال الرب الإله: هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر» (تكوين 3: 22).
وقد أغرق الخلق بالطوفان، لم يستثن منهم غير نوح وذريته، ثم أثار الفرقة بين تلك الذرية لكيلا يتسنى لهم بناء مدينة في أرض شنعار، وهي المدينة التي كفوا عن ابتنائها وأسميت بابل: «وقال الرب هو ذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل. والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه، هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض. فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض. فكفوا عن بنيان المدينة» (تكوين 11: 6-8).
لقد جعل الإسرائيليون إلههم صورة منهم. وقد رسم الكهنة هذه الصورة بمداد من الدم فإذا هو إله راعب يلتذ الأنين والتنهدات، يظل الإنسان ما عاش يرتجف بين يديه من الهلع، غير السمع والطاعة فليس له. ولقد عزوا إلى هذا الإله أقوالا من بنات أفكارهم ونحلوه أعمالا من تلفيق مخيلاتهم، ووصفوه: بأنه وحش مفترس: «فأني أنا أفترس وأمضي آخذ ولا منقذ» (هوشع 5: 14). «أصدمهم كدبة مثكل وأشق شغاف قلبهم وآكلهم هناك كلبوة، يمزقهم وحش البرية» (هوشع 13: 8).
وبأنه غشاش مخادع: «فقلت: آه يا سيد الرب، حقا إنك خداعا خادعت هذا الشعب وأورشليم قائلا يكون لكم سلام، وقد بلغ السيف النفس» (أرميا 4: 10). «قد أقنعتني يا رب فاقتنعت وألححت علي فغلبت»
145 (أرميا 20: 7).
وبأنه ولوع بالخمر: «فقالت الأشجار للكرمة: تعالي واملكي علينا. فقالت لها الكرمة: أأترك مسطاري الذي يفرح الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار» (قضاة 9: 12-13).
صفحة غير معروفة