وكان أبو الجهم بن عطية ينوب عن أبي مسلم بحضرة أبي العباس ويخلفه، فثقلت وطأة أبي مسلم على أبي العباس، وكثر خلافه إياه، ورده لأمره، فقال أبو العباس لأبي الجهم: اكتب إليه، وأشر عليه بالاستئذان في الدوم علينا، لتجديد العهد بنا. فكتب إليه أبو الجهم بذلك، فقبل رأيه. وكتب مستأذنا، فمنعه أبو العباس، وقال له: خراسان لا تحتمل مفارقتك لها، وخروجك عنها، وتركه شهرا. ثم قال لأبي الجهم: أعد الكتاب بمثل ذلك، فأعده، فكتب أبو مسلم مستأذنا، فمنعه وأجابه: إن خروج أمير المؤمنين إليك أسهل من الإذن لك،
صفحة ٨٩