[31]
فاخترتها وطلبتها من مظانها، فمر بقبضها، فأمر بقبضها. وكان ذلك سبب إقباله عليه. ولم يهيأ لسعيد أن يتكلم، وإنما ظن أن هشاما يغضب ولا يسأل، فتتم الحيلة على عمر، فانعكست الحيلة عليه حيلة له.
وتقلد إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب ديوان الصدقة لهشام، وتقلد أيضا ضياعه بالأردن، واسمه مكتوب بالفسيفساء، على قصر من قصور الصباح بعكاء، مما جرى على يدي إسحاق بن قبيصة.
وكان من كتابه تاذرى بن أسطين النصراني، فقلده ديوان حمص.
وكان جنادة بن أبي خالد يكتب لهشام على الطرز، واسمه موجود على الثياب الهاشمية. وتقلد خالد بن عبد الله القسري العراق.
وحكي أن هشاما أقطع، قبل أن تفضي إليه الخلافة، أرضا يقال لها: دورين، فأرسل في قبضها، فإذا هي خراب، فقال لذويد، كاتب كان بالشام: ويحك! كيف الحيلة؟ فقال: ما تجعل لي؟ فقال: أربع مائة دينار، فكتب: دورين وقراها ثم أمضاها في الدواوين، فأخذ هشام
شيئا كثيرا. فلما ولى هشام دخل عليه ذويد، فقال له هشام: دورين وقراها! والله لا تلي لي ولاية أبدا! وأخرجه إلى الشام.
وكان في ديوان العراق مع محمد بن المنتشر، ابن أخي مسروق ابن الأجدع، من كتابه، رجل يقال له: حسان النبطي. فكتب هشام يأمر أن لا يستعان بذمي، فقيل لحسان في ذلك، فأسلم على يدي محمد بن المنتشر، ثم كتب لسعيد بن عمرو الجرشي على خراسان، ثم عاد إلى العراق بعد صروف سعيد.
صفحة ٥١