[24]
وأثاث، فقال: ليس هذا عندنا حاضرا، ولكن لك قيمته. فقوم ستة عشر ألف دينار، فأمر له بها. ثم أقبل على عبد الله بن جعفر فقال: يا أبا جعفر، لك ضعفها، فقال: وما لك لا تحكمني؟ قال: لعلمي بتخففك، قال: والله لو فعلت لخرجت مما ترى صفرا! فلما انصرفا قال عبد الله لعاصم: هل رأيت مثل هذا الفتى: أعقل، وأكرم، وأحلم؟ وذكر محمد بن سلام عن أبي اليقظان:
أن كاتبا كان لمصعب بن الزبير كتب: من المصعب، فقال مصعب: ما هاتان الزائدتان؟ يعنى: الألف واللام.
أيام الوليد بن عبد الملك
وكان يكتب للوليد القعقاع بن خليد العبسي. وكان الوليد أول من كتب من الخلفاء في الطوامير، وأمر بأن تعظم كتبه ويجلل الخط الذي يكاتب به. وكان يقول: تكون كتبي والكتب إلى خلاف كتب الناس بعضهم إلى بعض. وكان يكتب له على ديوان الخراج سليمان بن سعد الخشني، وعلى ديوان الخاتم، شعيب الصابي، مولاه، ويكتب له على المستغلات بدمشق: نفيع بن ذؤيب، مولاه، واسمه مكتوب في لوح في سوق السراجين بدمشق.
أيام سليمان بن عبد الملك
وكان يكتب لسليمان سليم بن نعيم الحميري. وورد عليه كتاب مسلمة يذكر دخوله بلاد الروم. وأنه بلغ ما لم يبلغه أحد، فقال لكاتبه: وقع عليه: ذاك بالله لا بمسلمة. وكان يكتب لسليمان على ديوان الرسائل الليث بن أبي رقية وعلى ديوان الخاتم نعيم بن سلامة.
وكان رجل من أهل فلسطين، يعرف بابن بطريق، يكتب له، فأشار عليه ببناء الرملة. وكان السبب في ذلك أن ابن بطريق سأل أهل لد حائرا كان في الكنيسة، أن يعطوه إياه يبنى فيه منزلا، فأبوا عليه، فقال لهم: والله لأخربنها، يعني الكنيسة. ثم قال سليمان: إن أمير المؤمنين عبد الملك بنى في مسجد بيت المقدس، على هذه الصخرة قبة، فعرف ذلك له، وإن الوليد بنى مسجد دمشق، فعرف له ذلك، وإن بنيت مسجدا ومدينة نقلت الناس إلى المدينة، فبنى مدينة الرملة ومسجدها، فكان ذلك سبب خراب لد. ولما عزم سليمان بن عبد
صفحة ٣٨