وان أمير المؤمنين وفعله ... لكالدهر لا عار بما فعل الدهر ولما قلد الحجاج عبيد الله بن المخارب الفلوجتين، قال لما وردها: أهاهنا دهقان يعاش برأيه؟ فقيل له: جميل بن بصبهري، فأحضره وشاوره، فقال جميل: أقدمت لرضا ربك، أم لرضا من قلدك، أم لرضا نفسك؟ فقال: ما استشرتك إلا لرضا الجميع، فقال: أحفظ عني خلالا: لا يختلف حلمك على رعيتك، وليكن حلمك على الشريف والوضيع سواء، ولا تتخذن حاجبا، ليرد عليك الوارد من أهل عملك على ثقة من الوصول إليك، وأطل الجلوس لأهل عملك يتهيبك عمالك، ولا تقبل الهدية، فإن صاحبها لا يرضى بثلاثين ضعفا لها، فإذا
صفحة ٣١