ولم يزل الشريف محسن منفردا بمراده قامعا لأضداده آمنا في سربه عزيزا في
~~حزبه إلى أن دخلت سنة سبع وثلاثين وألف وحصل القتال فيما بينه وبين الشريف
~~أحمد بن عبد المطلب بن حسن؛ فدخل الشريف أحمد مكة وخرج الشريف محسن إلى
~~اليمن بعد عزله في يوم الأحد سابع عشر رمضان من السنة المذكورة، واستمر
~~هناك إلى أن توفي سادس رمضان المعظم بظاهر صنعاء اليمن سنة ألف وثمان
~~وثلاثين وعمره أربع وخمسون سنة، فحمل إلى صنعاء ودفن بها وبنى عليه قبة
~~تزار.
واستمر الشريف أحمد متغلبا على مكة إلى أن قتله قانصوه أمير الحج المصري
~~في سنة تسع بتقديم التاء وثلاثين وألف.
وولي الشريف مسعود بن إدريس إمرة مكة ونودي له في البلاد واستمرار إلى أن
~~توفي في ثاني عشرين من ربيع الثاني سنة أربعين وألف؛ فاتفق الأشراف على
~~تولية عمه الشريف عبد الله بن حسن بن أبي نمي وإليه ينسب العبادلة جميعا،
~~وعرضوا ذلك على الأبواب السلطانية العثمانية فجاءت المراسم بتأييده وفي
~~أيامه كان إتمام عمارة البيت المعظم في أيام سلطنة الخاقان الأعظم السلطان
~~مراد خان، وهذه هي العمارة الموجودة إلى وقتنا هذا، ثم في يوم الجمعة غرة
~~صفر سنة إحدى وأربعين وألف خلع نفسه تعففا وديانة، وقلد إمرة مكة لولده
~~الشريف محمد بن عبد الله بن حسن وابن أخيه الشريف زيد بن محسن بن حسين بن
~~حسن وإليه ينسب أمراء مكة ذوي زيد، وكان الشريف عبد الله قد أرسل إليه
~~يطلبه من اليمن؛ لكونه بغي هناك بعد وفاة والده الشريف محسن؛ فوفد إليه
~~فأشركه مع ولده الشريف محمد، وتجرد حينئذ الشريف عبد الله عن إمرة مكة
~~للعبادة إلا أنه كان يدعى له على المنبر معهما إلى أن توفي بالمنحني في
~~بستان خياير بيك ليلة الجمعة عاشر جمادى الآخرة من السنة المذكورة أي سنة
~~1041 وصلى عليه ودفن بالمعلاة عند والده الشريف حسن.
وأعقب جملة من الذكور وهم محمد وأحمد وحمود وحسين وهاشم وثقبة وزامل
~~ومبارك زين العادين، ولهؤلاء أعقاب معروفون بمكة واليمن والحجاز يقال لهم
~~العبادلة.
ثم استمر الأميران على ولاية مكة وجاءهما التأييد من السلطنة العثمانية
~~المرادية، ثم قتل الشريف محمد بن عبد الله بن في وقعة الجلالبة وهي وقعة
~~البغاة من جند قانصوه قدموا من اليمن في سنته ووصلوا السعدية واقتتلوا
~~بأسفل مكة عند فوز المكامسة؛ فاستشهد الشريف محمد المذكور في يوم الأربعاء
~~خامس عشر من شعبان، فوصلوا به مكة عصر ذلك اليوم وغسلوه ودفنوه بعد أن صلوا
~~عليه.
ثم دخلت الأتراك مكة ومعهم الشريف نامي بن عبد الملك بن حسن، فنودي له
~~بالبلاد بعد أن ولاه قانصوه وأشركوا مع الشريف عبد العزيز بن إدريس في ربع
~~مكة ولم
صفحة ٣٦٤