تعالى: (الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ). يعني: (أرض الشام وقوله تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا). أي أرض الشام.
الثالث: أرض المدينة خاصة، قال الله: (إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) يأمرهم بالهجرة إليها، ثم فيه دلالة على أن من لا يمكنه عبادة الله في أرض فينبغي أن ينتقل عنها إلى حيث يمكنه ذلك.
والمراد على هنا التأويل أن أرض مكة تسعكم لا تجدون فيها ما تجدون في غيرها من المعاشر فانتقلوا إليها، ويجوز أن يكون المعنى أن الطرق غير مسدودة عليكم فاخرجوا إلى حيث تتمكنون من عبادة ربكم. ومثله قوله تعالى: (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا). قالوا: يعني: أرض المدينة. وقالَ: (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ). وقال: (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً). أي؛ مذهبا واسعا، مأخوذ من الرغام، والمراغمة أيضا المغايظة والمناغضة، وأصله من الرغام وهو التراب. ويقال: راغمته إذا هاجرته وعاديته ولم لا تبال رغم أنفه. أم لا.
الرابع: أرض مكة، قال الله تعالى: (قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ) يعني: أرض مكة،: (قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً).
أي: أليس في أرض المدينة متسع ومحتمل، فليس لكم عذر في المقام بمكة على ذل وهوان.
الخامس: الأرض التي تفتح لأهل الإسلام، قال اللَّه تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا). أي: أولم تروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما يبين لهم صدق الدعوة، وذلك أنه كان أخبره بفتحها عليهم، ففتحها كان بعض
1 / 77